الإثنين أغسطس 17, 2009 4:17 pm
رسالة بيانات كاتب الموضوع
أسبانيا... الفردوس المفقود المعلومات الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدى
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد الرسائل : 7851 المنطقة : milano المزاج : الحمد لله البلد : نقاط التميز : 13877 تاريخ التسجيل : 27/12/2008
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: أسبانيا... الفردوس المفقود
إسبانيا.. أو بلاد الأندلس، من الدول الجميلة في أوربا وهي محاذية لفرنسا والبرتغال، وتطل على عالمنا العربي الإسلامي من خلال مضيق جبل طارق الشاهد على الفتوحات الإسلامية وقيام حضارة كان لها الإشعاع المفيد والمتجدد على أوربا وعالمنا الإسلامي... وأنه من بين الأماكن التي كانت فيها أحاسيس غريبة أثناء ذهابي لقصر الحمراء ولما تعاين طريقة العيش والبناء والحدائق المحاطة تتذكر عظمة الإسلام، والحضارة المقامة في هذه الرقعة الأوربية... وقد توجد العديد من المعالم والتسميات ذات أصول وجذور عربية كبلد الوليد ـ مثلاً ـ وقس على ذلك الكثير من القرى، والمدن الإسبانية. وإنني اعتبر العقلية الاسبانية ـ إلى جانب الإيطالية ـ أكثر العقليات قربا للمزاج والتفكير العربي ولعل ذلك تحقيقاً لمقولة الرسول (صلى الله عليه وسلم) العرق دساس... ضف إلى ذلك أننا مع الأسبان لدينا جزءاً من تاريخ مشترك. وقد زرت أسبانيا وأنا شاب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مروراً بجبال الألب، ومنطقة الانفصاليين الباسك ووصولاً إلى ميناء كتلانيا وسبته ومليلية ـ المغربيتين ـ فكانت زيارة ممتعة وسياحية من الدرجة الأولى وبامتياز، نظراً للطبيعة الساحرة والمتنوعة وأحيانا قد تكون قريبة من تضاريس المغرب العربي... والذي جذبني أثناء السير كثرة مزارع الزيتون، والحمضيات (البرتقال) والكروم وهي على مساحات لا محدودة وغير متناهية... وأثناء دخولنا العاصمة مدريد على متن الطائرة وكأنها مدينة مهجورة... والحركة فاترة إن لم أقل معدومة... وأثناء تساؤلي، العديد منهم قال لي إن أحد أهم الأسباب يرجع للقيلولة التي هى مقدسة بالنسبة لجميع الأسبان، فحتى أوقات العمل تم تغييرها حسب مواعيد القيلولة وبعد الساعة الخامسة تذوب الحركة وتغرق في الزحمة العاصمة وضجيجها... والعاصمة مدريد من العواصم الأوربية الجميلة نظراً لطابعها المعماري. وعلى مستوى الحركة الدولية الإنسانية، فإن الصليب الأحمر الأسباني من أنشط المنظمات العاملة، ولا غرابة في أن رئيسه الأستاذ منيول ذل تور ـ وهو صديق عزيز ـ هو في نفس الوقت رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وله تواجد قوي في العديد من البلدان ولذلك فإنه في أحدى المرات وأنا في موريتانيا تنصحني إحدى الإسبانيات العاملات بالإشارة بعدم تقديم المساعدة نقداً ولكن من الأفضل عينياً والإشراف عليها حتى تذهب للمحتاجين فعلاً... وليس للعاملين عليها أو غيرهم من الأفراد. وأسبانيا مملكة تحتل 85٪ من شبه جزيرة إيبريا، وهي مطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وخليج بسكاي، كما تتبع المملكة الأسبانية مجموعة من الجزر ذات الطابع السياسي كجزر الباليار في البحر الأبيض المتوسط وجزر الكناري في المحيط الأطلسي إلى جانب سبته ومليلية المتنازع عليهما مع المغرب... ولكن هذه الجزر والأراضي أصبحت مناطق عبور في ظل الهجرة غير الشرعية المتزايدة. وقد يتكلم كل السكان اللغة الأسبانية، والتى هي جد جميلة ـ حسب اعتقادي ـ من حيث النغمات والأداء، والإخراج، بينما تعد اللغات الكاتالانية والغاليزية والباسكية لغات رسمية في بعض المناطق. والثقافة الاسبانية انتشرت في القرون الأخيرة من الألفية السابقة، حيث يتكلم معظم سكان القارة الأمريكية، اللغة الإسبانية. وكما سطع اسم اسبانيا من خلال الفن والرسم وكرة القدم، وبالأخص من خلال بابلو بيكاسو وسلفادور دالي، وفرانسيسكو ذي غويا وغيرهم... إلى جانب مجموعة من الأدباء فإنني لا أعدد القائمة، ولكن الأكيد هي طويلة فأضافوا الكثير للأدب العالمي. وحوالى 94٪ من السكان هم مسيحيون كاثوليك يشكل البروتستانت والمسلمون واليهود أقلية دينية في أسبانيا، فقد غزا طارق بن زياد اسبانيا عام 111 هـ وانتصر في معركة وادي لكه، وقد دخلت بعد ذلك أغلب الأراضي إسبانيا أصبحت تحت حكم الخلافة الأموية، واستمر الحكم لفترة من الزمن، حتى سقط الحكم، وتقسم ملك المسلمين في الأندلس، ودخلت إسبانيا عهد ملك الطوائف، وبدأت حملات الاسترداد بكثافة من قبل مسيحيي إيبريا، واعتبرها حروباً مقدسة وصليبية ضد المسلمين، وقد استنجد الأندلسيون بالمرابطين ومن بعدهم بالموحدين بعد هجمات المسيحيين وبعد خسارتهم في معركة العقاب سقطت مدنهم واحدة تلو الأخرى، بقي للمسلمين من الأندلس غرناطة وما جاورها... فهذا الجزء من التاريخ مازال حياً في اسبانيا من خلال العديد من المعالم، وشمسية المدن، ملامح بعض الأفراد، وكذلك شمسية بعض العبارات باللغة الاسبانية ذات الجذور العربية والاسلامية. ويبلغ حالياً تعداد سكان إسبانيا حوالى 40 مليون نسمة، والملك الحالى خوان كارلوس... وقد كانت لدينا مع اسبانيا علاقات أكاديمية من خلال حقوق الانسان والمراكز البحثية بهذا الشأن... وعليه، أنصح لكل من يزور إسبانيا استعمال شبكة سكك الحديد التى هي بشكل جيد ومتصلة مع كل المدن الإسبانية ونوعية الخدمات بها ممتازة وستنبهر بجمال وسحر الطبيعة.
الموضوع الأصلي : أسبانيا... الفردوس المفقود // المصدر : منتديات السمو العالي // الكاتب: SAMI