النية ومحلها القلب
الإنسان لا يخلو من خير بطبيعته وحتى وإن أراد أن يكون قاسياأو مخادعا أو عدوانيا فإن هذا لن يقتل فيه بذرة الخير ولن ينقص من شأنها متى جاشت عواطفه وتحركت نوازع الطيبة فيه
النية الطيبة إنسان في الإنسان يصارع من أجل اثبات الذات
يداري نواياه الخبيثة إن استعلت في نفسه في لحظة من اللحظات
يغرس دائما في جوانح نفسه القاسية ما يلينهامن بذور الطيبة فلا تتأخر ورودها في نشر رائحة المحبة العبقة الشذاوالتي لا يردها أحد في زيارة قلبه والتجول في جوانب عديدة من أرجاء نفسه دون حراسة ولا خوف
ويرطب صلابة طبعه بسلامة صدره وسلاسة لفظه
والذي ربما ما انفتح لكثير من الناس لا لشئ إلا لأنهم هم في حد ذاتهم لم يسعوا لفتحه بمفاتيح ابتساماتهم الرقيقة
فكم من صلب قاس موصد الابواب كثيرهاقليل الثقة في نفسه وفي غيره
فعلت فيه ابتسامة رقيقة ما يفعل الطبيب الحذق الماهر الجراح القديرفي جسم مريضه وقد نزع عنه سرطانا خبيثا فعفي منه معافاة تامة
كم من مغلق أجلف فعلت فيه كلمة طيبة ما لم تفعله فيه نصائح الوعاظ وخطب الشيوخ ووصايا الصالحين والاولياء
وكما قال (ص)"لا تحقرن من المعروف شيئا":وابتسامة في وجه أخيك صدقة "
فلا يكلف الإنسان نفسه عناء السوء والظن وإنما يحاول أن يتجاوز ذلك إلى كلمة طيبة طيبة وابتسامة رقيقة رقيقة
ويحفظ ذلك كله في وعاء البساطة ويقدمه لغيره بقلبه لا بيده