اذا أردنا أن نعرف النقد الأدبي فهذا يعني تحديد الأهداف التي يضعها النقد لذاته و المناهج التي يستخدمها. فلنكتف أولا بالقول ان النقد الأدبي يعتمد على فحص المؤلفات و المؤلفون القدماء, أو المعاصرون, لتوضيحهم و شرحهم و تقديرهم.
نستطيع أن ندرس النقاد بفحص مضمون مؤلفاتهم و مدى دقة أحكامهم أو عمقها, أو الموهبة التي يبسطونها في التحليل.و في الحديث و في فن المجادلة الخ...
و لكن ليس هذا بقصدنا الأساسي. اننا سنحرص قبل كل شيء, على دراسة النقد باعتباره نوعا أدبيا له قوانينه الخاصة, و دراسة المؤلفات النقدية التي يمكن أن تكشف نهجا صريحا أو ضمنيا. ينجم عن هذا نتائج كثيرة تتعلق بموضوع و حدود كتابنا هذا.
* لقد عمدنا قبل كل شيء الى دراسة كل من النقاد المرموقين في كتاباتهم النظرية, الا أننا حاولنا قدر الامكان أن نقابل النظرية بالتطبيق. ذلك أن النقد كفن, يحتوي على كثير من الالتباس لم يستطع حق كبار النقاد أن ينجوا منه: فقد يخفي ناقد يعنى بالنظريات في اهابه ناقدا انطباعيا بالغ الاقتناع, أو أن أفضل شيء يأتي به ناقد متحمس لمذهبه ينتج عن عدم اخلاصه لمذهبه المزعوم .
* ثمة نوع من النقد لم نطرقه كفن, و هو ما يسميه تيبوديه
^ نقد الحركة ^ . انه نقد ^ الدعاية الأدبية ^ التي يقودها عادة كتاب شباب يحرصون على نشر أفكارهم الجديدة و ذلك باقامة هجوم عنيف على كل ما هو ليس من ^ جماعتهم ^ , سواء في الحاضر أو في الماضي, و هكذا نشأ نقد رومنسي , و نقد رمزي , و نقد طبيعي , الخ...
ثم تلا ذلك نقد يعتمد على ^ اعادة اكتشاف الأثر ^ يشبه النقد السابق , و هو يعطي من خلال الذوق المعاصر رؤية متميزة لكنها جديدة و غالبا ما تكون خصبة لكتاب مشهورين في الماضي أو تبعث كتابا وقعوا ظلما في النسيان : و هكذا فان دراسة براسيلاخ عن كورني تختلف كثيرا عن دراسة لانسبون , و ان موريس سيف المغمور وجد نفسه فجأة بعد ليل طويل وقد أعطي أهمية فائقة .
و هناك أخيرا النقد الصحفي الحض الذي يهتم بالأخبار الأدبية كاهتمامه بالأخبار السياسية أو الاقتصادية