☼!!:.الإنترنت وسيلة تثقيف أم تمضية وقت؟.:!!☼
أصبح الاعتماد كبيراً على الحاسب الآلي في شتى مجالات الحياة بالنسبة للأفراد والهيئات والمؤسسات، ولا ينكر أحد التطور الهائل في نظم المعلومات في هذا العصر.
ويمكن أن نعرف الإدمان على الإنترنت بأنه حالة نظرية في الاستخدام المرضي لشبكة الإنترنت الذي يؤدي إلى اضطرابات في السلوك وهو ظاهرة قد تكون منتشرة تقريباً لدى جميع المجتمعات في العالم بسبب توافر الحواسيب في كل بيت وإن لم يكن موجوداً في كل بيت يمكن للفرد الذهاب إلى أحد الأصدقاء أو المقاهي التي توفر له استخدام الإنترنت، والإدمان أصبح يَسمُ علاقة شريحة واسعة من اليافعين بالإنترنت ورغم أن هذا الإدمان المثير للانتباه مشروط بإمكانية استخدام الكمبيوتر ووصله بخط هاتفي الأمر الذي يفترض حداً أدنى من مستوى معيشة غير متوافر في معظم دول العالم إلا أن ظاهرة الإنترنت منتشرة حتى في دول العالم الثالث ومنها الدول العربية حيث تتجسد هذه الظاهرة عبر مقاهي الإنترنت المنتشرة في المدن والأحياء العربية غنيها وفقيرها.
وترجع ظاهرة الإدمان على شبكة الإنترنت لعدة أسباب منها الملل والفراغ والوحدة والمغريات التي يوفرها الإنترنت للفرد وغيرها الكثير حسب ميول الفرد.. وأصبح أبناؤنا في ظل هذا التقدم التقني والانفجار المعلوماتي يستخدمون الإنترنت بصورة متزايدة في المدرسة والمكتبة والبيت ومقاهي الإنترنت في كل مكان وأوضحت دراسة مسحية في البلدان العربية أن نسبة كبيرة من مستخدمي الإنترنت أعمارهم دون السابعة عشرة ويكمن الخطر في هذا أن الأبناء يمكنهم الدخول في سن مبكرة مع شبكة الإنترنت والتعامل معها والتجول في المجتمع بكل حرية.
يقول سامر (22) سنة حول الموضوع: «إن الإنترنت عالم مملوء بالتسلية والترفيه، فهو يحتوي الكثير من المواقع الجذابة التي تبدد الشعور بالوحدة والفراغ وهو وسيلة للخروج من العزلة بما يوفره الاتصال المتزامن أو المباشر».. وتقول هبة (18) سنة: «أستخدم الإنترنت للتحاور مع الأقران والقليل من الناس في مجتمعنا والتعرف على أصدقاء جدد، وأنظر إلى الإنترنت على أنه أداة للثقافة وتبادل الأفكار والمعلومات المفيدة».. وبينما ينظر كنان (28) سنة إلى الإنترنت على أنه وسط مناسب للجريمة وإسقاط المراهقين بشكل خاص في وحل الرذيلة، والإنترنت وسيلة لينشر الآخرون أفكارهم سواء كانت هذه الأفكار جيدة أم سيئة وأرى أن قليلاً من الناس يتعاملون مع الإنترنت بطريقة مفيدة مثل الباحثين والأكاديميين ورجال الأعمال والسياسيين وقادة المجتمع.
الإنترنت نعمة ونقمة في آن واحد
وعلينا ألا ندير ظهورنا لهذه التقنية التي سترسم ملامح الحياة في العالم بالسنوات المقبلة ولكن بنفس الوقت والقدر الذي نحتاج فيه للإنترنت لردم الفجوة الرقمية علينا أيضاً مقاومة الشر الكامن فينا وخاصة فيما يتعلق الأمر بأطفالنا ومراهقينا.
كيف تضبط علاقة
ابنك المراهق بالإنترنت؟
يشكل الإنترنت عامل إثارة ملحوظاً بالنسبة للمراهقين الذين عادة ما يكون فضولهم للفضاءات غير المضبوطة كبيراً، وهنا تكمن المشكلة بحيث إن الأهل يحارون كيف يتعاملون مع هذه القضية تقول الباحثة الاجتماعية منى خلف: إذا منعت ابنك من الإنترنت، سعى إليه عبر صالات الإنترنت المختصة، وفلت من رقابتك، وإن سمحت له بدخوله في البيت مراقباً بحث عن أساليب للانفلات من رقابتك في الخارج مرة أخرى وإن تركت الأمر متاحاً له على مصراعيه بات ابنك عرضة لخطر مواد منشورة قد تؤثر سلباً على سلوكياته وميوله وانضباطه الخلقي والدراسي.
وتضيف خلف: إن البعض يعتقد أن الحل في تعزيز صداقة مع الأبناء المراهقين تتيح هامشاً واسعاً من الجرأة للابن أمام الأهل تسمح بدورها للأهل باكتشاف ما يدور في عالم ابنهم السري ويرى البعض أن الشدة في الضبط والمراقبة تبقى الحل الأمثل وترى خلف أن الاعتدال في التعامل مع هذه القضية هو الأمثل وإن السلوك غير السوي عند المراهقين قد يتطور في مراحل لاحقة إلى أفعال حتى لو اقتصرت السلوكيات على الأحاديث.
وتوصي خلف بضرورة قيام الأهل بدور رئيسي في مراقبة الصفحات الخاصة بأطفالهم حيث تقول يجب على الأهل أن يعرفوا كلمة السر التي تطلعهم على صفحات أطفالهم، خاصة في المرحلة العمرية من 13- 14 سنة.
مخاطر الإنترنت
يفتح مجال التواصل عبر الإنترنت عوالم وآفاقاً واسعة أمام الأطفال والمراهقين تحمل معها الكثير من الاحتمالات والتحديات، حيث يسعى الأهل لإيجاد طرق تمكنهم من الدخول إلى هذا العالم من المعرفة والاستفادة منه وبالوقت نفسه تأمين الحماية من المواقع غير المناسبة والمسيئة فمع التقدم التكنولوجي في مجال الكمبيوتر والاتصالات تعتبر المخاطر الناجمة عن استخدام الإنترنت من أهم المخاطر التي يجب على الأسر الانتباه إليها في عصرنا الحالي ففي الوقت الذي تقدم لنا فيه الإنترنت المعلومة بسرعة وسهولة تحمل لنا ولأبنائنا في طياتها احتمالية التعرض لمخاطر شتى. منها تعريض الأطفال لأمور جنسية من الإنترنت ومن المعروف أن الأطفال والمراهقين فضوليون بطبعهم، فقد يسعون للابتعاد عن سيطرة الأهل لإيجاد علاقات جديدة خارج نطاق الأسرة، وقد يسعى الطفل أو المراهق للبحث عبر حسابه الشخصي عن صور وهذا ليس الخطر الوحيد الذي يتربص بهم ولكن قد يوجد من يتصيد هؤلاء الأطفال ويحاول تعريضهم لأمور جنسية بعضهم قد يغوي الطفل تدريجياً من خلال الاهتمام والانتباه والعاطفة واللطف وحتى الهدايا وبعضهم يستخدم الطرق المباشرة ويتاجر بالصور الإباحية، وفي حين يوجد آخرون ممن يسعون للقاء الطفل وجها لوجه من خلال الإنترنت وهنا على الأهل فهم أن الطفل قد يتعرض للأذى غير المباشر من خلال الدردشة وجهاً لوجه.
أغلب رواد الكافي نت من عمر 17-23
بلال مدير صالة كافي نت قال: إن أغلب رواد صالة الكافي نت لديه والذين يستخدمون الإنترنت لمدة طويلة أعمارهم بين 17-23 وينحصر استخدامهم بين مواقع الشات والماسنجر والفيس بوك.
وقال بلال: بعض المراهقين يأتون إلى الكافي نت بعد المدرسة فوراً دون الاهتمام بدراستهم والآن في العطلة الصيفية يزداد إقبال المراهقين حيث يجلسون دون أن يشعروا بالوقت ما يؤدي إلى ترتيب مبالغ كبيرة عليهم لا يستطيعون سدادها فأضطر في أغلب الأحيان إلى تسجيل ذلك كدين عليهم وإخبار أهلهم بذلك.