دولة الأغالبة إحدى الدول التي استقلت عن الدولة العباسية في تونس. بدأت هذه الدولة بإبراهيم بن الأغلب ابن سالم بن عقال التميمي حين ولاه الرشيد أمر البلاد عام 184هـ,800م، واعترف به أميرًا مستقلاً بإمارته تحت ظل الخلافة العباسية.
كان إبراهيم أديبًا شاعرًا خطيبًا ذا رأي ونجدة وبأس وحزم وعلم بالحروب والسياسة. لم يتولَّ حكم إفريقية (تونس) أحسن سيرة منه، فطاوعته البربر. كانت الظروف الخاصة بإفريقية هي التي جعلت الرشيد يوافق على إقامة هذه الإمارة المستقلة، لتكون حاجزًا بين أطماع الأدارسة وبين البلاد الواقعة شرق دولتهم.
نجح إبراهيم بن الأغلب في أن يوطد حكم أسرته ويقضي على الثورات التي اندلعت في إقليمه، ويوقف طموح الأدارسة بعقد اتفاق يكف بموجبه كل منهما عن الآخر.
بنى إبراهيم عاصمة جديدة لملكه بدلاً من القيروان وسماها العباسية دليلاً على ولائه للعباسيين. وأخذ يعمل على تكوين قوة بحرية كبيرة لترد هجمات الروم المتلاحقة على سواحل إفريقية، وتبعدهم عن الساحل نهائيًا، ولتستولي على قواعدهم المواجهة للساحل في صقلية ومالطة وسواحل إيطالية الجنوبية والجنوبية الغربية.
وازدهرت في عهدهم الحياة الاقتصادية والصناعية والثقافية، والعمرانية. وظلت تؤدي دورها المنوط بها حتى نجحت الدولة الفاطمية المغربية في القضاء عليها سنة 296هـ، 908م، كما قضت على الدولة الإدريسية من بعد هذا، وأجبرت الأغالبة على الخروج من إفريقية إلى مصر.