شرعت، عشية أول أمس، فرق مكافحة الغش والتهريب للجمارك في مداهمات مفاجئة لموانئ وهران عنابة وبجاية وسكيكدة والموانئ الجافة في العاصمة، وتحينت الفرق التي عملت لأول مرة خارج أقاليم اختصاصها وقت خروج الحاويات من الموانئ، لتأمر بحجزها للفحص والتدقيق وجمع كل التصاريح الجمركية المتعلقة بها.
جاءت عملية المراقبة المفاجئة لفرق مكافحة الغش والتهريب، التي تعمل تحت وصاية مديرية المراقبة اللاحقة، بالتنسيق مع فرق الاستعلامات الجمركية، بأمر من المدير العام للجمارك الذي أمر بالشروع فيها دون لفت الانتباه، مع تبادل المهام بين الفرق، على أن تتكفل فرق مكافحة الغش في الغرب بالعمل في الشرق ونظيرتها هناك تنوب عنها، وهو إجراء قالت مصادر ''الخبر'' بأنه ''يهدف إلى خفض نسبة التواطؤ إلى أدنى مستوياته وتحقيق نتائج ملموسة وراء الحملة''.
وتتلخص الأهداف المسطرة من وراء الحرب المعلنة عشية شهر رمضان، في ضبط المهربين والمستوردين الذين يقدمون تصريحات مزورة في القيمة والنوعية والكمية ويفلتون من المراقبة بالتواطؤ، وهو ما ينتهي بعقوبات صارمة. كما أن الحملة التي تتم بإشراف من مديرية المراقبة اللاحقة جاءت بناء على تقارير الاستعلامات الجمركية حول عمليات تهريب خطط خلال فترة العطل، كما أنها جاءت لضبط المهربين والجمركيين الذين يتواطأون وبالمقابل تحديد أعوان ومفتشي الجمارك الذين يؤدون مهامهم على أتم وجه.
وبلغ عدد الحاويات الممنوعة من مغادرة الموانئ المذكورة حوالي 700 حاوية بمعدل يتراوح بين 150 و160 حاوية في كل ميناء، ولن يفرج عن تلك الحاويات إلى بعد مطابقتها بالتصاريح الجمركية التي جمعت هي الأخرى وأشرفت فرق مكافحة الغش والتهريب على فحصها والتدقيق فيها، وبالمقابل مطابقة مضمونها والبضائع الموجودة في الحاويات.
من جهة أخرى، وموازاة مع المداهمات التي ستنتهي بنهاية التحريات حول البضائع والتصاريح، فإن إدارة الجمارك كلفت فرق مكافحة الغش والتهريب تحت إشراف مديرة المراقبة اللاحقة بمراسلة مديريات وزارة التجارة الولائية للتحقق من صحة شهادات المطابقة التجارية، على اعتبار أنه أصبح يسجل ما معدله بين 10 و20 شهادة مزورة أو مستنسخة لبضائع مستوردة تبين فيما بعد أنها مجهولة المنشأ والنوعية.
وعلى صعيد آخر أفادت مصادر ''الخبر'' أنه بمجرد تحديد المستوردين المخالفين في العمليات التي يتم التحقيق فيها، سيتم إشعار البنك المركزي لتجميد التحويلات البنكية وتوطين الفواتير إلى حين معاقبة المستوردين المخالفين.
ما تجدر الإشارة إليه، أن الموانئ المستهدفة في الحملة الجارية دون سابق إنذار، عرفت عدة فضائح تهريب. ففي ميناء عنابة تم حجز 89 حاوية أجهزة كهرومنزلية وتجميد جمركة 500 أخرى بسبب التصاريح المزورة في القيمة. وبميناء سكيكدة سجلت عمليات تهريب أسلحة وأجهزة حساسة. وبميناء بجاية كشفت النتائج أن الخزينة لا تحصل ربع عائدات الحركة التجارية به، وفي وهران تم حرق وإتلاف نسخ عن ملفات استيراد عتاد وآليات قديمة، كما سجلت محاولة تخريب أسلحة. وفي العاصمة بالموانئ الجافة فإن الملفات التي تمت معالجتها تعلقت باستيراد عتاد مغشوش بتراخيص مزورة