السؤال.
ما حكم تبييت النية للصوم من الليل؟ وهل يكفي أن يبيت المسلم النية لصوم شهر رمضان كاملاً أم يلزمه أن ينوي لكل يوم؟
الاجابة.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
تبييت النية للصوم من الليل هذا شرط لصحة الصوم؛ لحديث عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ قال : " سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله فهجرته إلى الله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" أخرجه البخاري ومسلم، و كذلك في حديث حفصة _رضي الله عنها_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: " من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" أخرجه أبو داود والترمذي و النسائي وابن خزيمة والدارقطني بسند صحيح لغيره، وفي رواية:" من لم يجمِّع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"، وأخرج الدارقطني والبيهقي بسند صحيح من حديث عائشة _رضي الله عنها_، أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: " من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له".
وقال الإمام مالك _رحمه الله تعالى_: "تكفي نية واحدة في أول الشهر، فإذا نوى في أول الشهر أنه سيصوم رمضان كفى ذلك، ولا يجب عليه كل ليلة أن يبيت النية".
هذا ما ذهب إليه الإمام مالك _رحمه الله_ وهو الصواب، اللهم إلا إذا قطع صومه بسبب شرعي، كأن يفطر الرجل بسبب مرض أو سفر، أو تفطر المرأة بسبب الحيض أو النفاس ونحو ذلك، فمن أراد أن يعاود الصيام مرة أخرى فإنه يجدد النية، والله تعالى أعلم .