بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كيف نعدل سلوك أبنائنا؟
إن أطفالنا هم اللبنة الأولى في بناء المستقبل، فبهم ترتقي الأمم؛ لذلك وجب علينا أن نقوم ونعدل من سلوكياتهم منذ اللحظة الأولى من الميلاد؛ من خلال أسس تربوية وعلمية سليمة.
فنحن الآن في عصر التكنولوجيا والمعرفة، كما يوجد في العديد من الدول والبلاد العربية مراكز لتعاوننا على تعديل السلوك الخاطئ للأبناء لسلوك قويم منذ الصغر.
كيف نعدل سلوك أبنائنا:
حيث إن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، والتعليم في الكبر كالنقش على الماء، وهذه المراكز ليست فقط للعلاج؛ بل لتقديم العون والنصيحة منذ البداية فالوقاية خير من العلاج، لذلك في السطور القادمة سوف أقوم بتقديم بعض الأضواء المهمة في حياة الأبناء التي أتمنى أن تكون منبرا ينير للآباء بعض مفاهيمنا الخاطئة لسلوكيات الأطفال.
الطفل والتعليم المبكر:
إن مرحلة الطفولة من المراحل المهمة في حياة الأبناء؛ فهي المرحلة التي ينمو فيها الطفل جسديا وعقليا.
وكل ما يحتاج إليه في هذه المرحلة هو: اللعب، وتفريغ الطاقة الكامنة بداخلة؛ وليس التعليم المبكر من قراءة وكتابة بشكل تقليدي، حيث إنه في هذه المرحلة لا تكون عضلات اليد والرؤية قد اكتملت لديه، كما إنها لا تكون متوافقة في الحركة معا.
ويمكننا تعليم الطفل في هذا العمر بعض الحروف والأرقام من خلال القصص واللعب وليس بشكل تقليدي كما سبق وان ذكرنا.
تغيير سلوك الأبناء:
فلتغيير سلوكيات الأبناء: يجب أن نراقب سلوكياتنا نحن أولا، فالطفل المعتاد على الكذب؛ ما هو إلا نتيجة ملاحظته لأسلوب الآباء بالمنزل، و أيضا الطفل الغير منظم ما هو إلا نتيجة لعدم توعية الأم له بذلك، أو تعوديه على هذا السلوك منذ الصغر. حيث إننا نقول: إنه مازال صغيرا في العمر؛ ولا يقدر على ترتيب ألعابه وقصصه.
فالطفل يحتفظ في ذاكرته بكل تصرفات الآباء ليظهرها بعد ذلك في مواقف مشابهه، مثل: قلق الأب في موقف ما، أو تصرفه بعصبية حيال شيء ما.
أما في حال رفض الطفل للاستجابة: وجب علينا إما إرشاده بالقصص كنوع من أنواع الإرشاد غير المباشر، أو أن نتركه يخوض التجربة، والتي لا يوجد بها خطورة عليه بالطبع، وسوف يتعلم منها ما هو الصحيح من الخطأ، أو عن طريق التحذير بدون تهديد، أو التحفيز بالمكافآت والهدايا.
كما أن الحب والحنان والتشجيع للأطفال: له مفعول السحر في تغيير سلوكيات الأطفال.
و أيضا تجاهل التصرفات السيئة للطفل، وعدم ذكرها: من الأمور التي تعمل على قتل هذه الصفة السيئة في الطفل، كما يجب علينا الصبر والاستمرارية في تعديل الصفات السيئة للأبناء حيث إن ذلك التعديل يحتاج للشهر أو الشهرين حتى يـُقوم كما يذكر خبراء التربية.
التحاق الطفل بالحضانة:
وبلا شك أن بداية التحاق الطفل بالحضانة تعتبر الفطام الثاني له؛ لذلك على الأم أن تمهد له ذلك؛ لأن الحضانة هي البداية الاجتماعية له.
فحب الطفل للحضانة من خلال قضاء أوقات جميلة ومرحة له أثناء اللعب والمرح مع الأطفال الآخرين المتماثلين في المرحلة العمرية نفسها.
والانطلاق في الملاعب والأماكن الخضراء الواسعة وليس في الحضانات المغلقة؛ التي تكون في شقق سكنية، ولا تخضع للرعاية الصحية لمن شأنه أن يحبب الطفل في المستقبل على التعلم؛ لأن الحضانة تمهده للمدرسة ولكن بأسلوب جذاب يندمج فيه الطفل مع الصغار والمعلمة، كما أن دور المعلمة له أكبر الأثر في حب الطفل للحضانة والتعليم، وحب الاندماج الأول بالمجتمع الخارجي.
التربية بالقصة من البداية:
إن الطفل في عمر الستة شهور: لديه القدرة على أن تحكي له الأم القصص من الكتب المصورة حيث يرى الطفل الصورة ويسمع صوتها ويخذلها بعقله، وحينما يتعلم النطق ويراها يرتبط هذا بما قرأته له الأم في الصغر، محاولا أن يسترجع صوتها واسمها من الذاكرة؛ فالقراءة تعمل على توسيع مدارك الأطفال منذ المراحل العمرية الصغيرة.
تنمية الوازع الديني:
ونظرا لوجود مشاركين للآباء في التربية من فضائيات وإنترنت و أصدقاء: وجب بث الوازع الديني بداخل الطفل منذ الصغر؛ وذلك بتربيته على تنمية ملكة المراقبة لله، واستشعار الخوف منه سبحانه، وأنه مراقب، وأن الله تعالى يراه، مع تنمية شأن الضمير، حتى يكون ضميره هو الرقيب عليه أيضا.
مع محاولة التضييق على الوسائل الأخرى التي أصبح من شأنها تدمير أبنائنا وسلب راحتنا؛ وذلك من خلال قضاء أوقات أكبر مع الأبناء في المتنزهات ومحاولة الرجوع للدفء الأسري، وليس الجلوس أمام التلفاز.
فوجود وقت يومي للحوار مع الأبناء، يعرض كل فرد من الأسرة ما شاهده من خلال يومه المدرسي أو العملي: يعمل على عودة التواصل بين أفراد الأسرة، ويزيد من ترابطها كما كان في العهد السابق.