تسابقت العائلات الجزائرية إلى التحضير لاستقبال الشهر الفضيل، من خلال تخصيص ميزانية لشراء المستلزمات وتوفير أحسن الأجواء داخل المنزل.
خلال جولة قادتنا إلى أسواق العاصمة، شاهدنا إقبالا كبيرا من طرف المواطنين على محلات بيع الأواني المنزلية وطاولات بيع التوابل والأعشاب، بالإضافة إلى اقتناء ملابس العيد مسبقا تفاديا لحرارة شهر أوت.
يقول سليم، بائع بأحد المحلات المتخصصة في بيع الأواني المنزلية بباب الواد، إنه سجل حضورا كبيرا للمواطنين في الأيام الأخيرة، لشراء الأواني التقليدية والفخارية الخاصة بطبق ''الشوربة'' وكذا الأطباق المستوردة رغم أثمانها المرتفعة، بالإضافة إلى القدر الخاص بتحضير الكسكسي والمقلاة وحتى القدر المضغوط التي يلقى رواجا واسعا وسط النساء العاملات.
ويسترسل زميله محمد قائلا: ''الملاحظ خلال هذا العام هو تهافت النسوة على شراء العلب البلاستيكية بكثرة لتخزين المأكولات داخلها والمواد الغذائية وحتى المآزر ومناشف المطبخ وحتى كتب الطبخ''. وتروي الحاجة ''زهور''، 70 سنة، التقيناها بسوق ساحة الشهداء أمام طاولة لبيع التوابل، أنها تفضل شراء الفلفل الحلو والحار من أجل تحضير خلطة ''العكري'' بطريقة تقليدية، بما يضمن نكهة عاصمية على المأكولات.
واسترجعت هاته الأخيرة التحضير لرمضان أيام زمان قائلة: ''كنت أجتمع مع جاراتي طيلة شهر شعبان لتحضير ''المقطفة أو الفداوش'' وتصبير مزيج الطماطم والفلفل، ونقوم بتنظيف الأواني النحاسية والفضية بالليمون، بالإضافة إلى تغيير الشراشف والأفرشة. أما أزواجنا فيقومون بطلاء البيت. وكان أضعف الإيمان طلاء المطبخ وغرفة الضيوف للاستمتاع بسهرات رمضان''.
وتضيف ابنتها ليلي أنها عاملة وليس لديها متسع من الوقت لمواكبة عادات وتقاليد والدتها، فقالت: ''أقوم بشراء ما يلزمني من توابل جاهزة، رغم ارتفاع أسعارها. هناك توابل خاصة لإعداد الشوربة والحريرة وشطيطحة دجاج، خلطات خاصة بتحضير الكسكسي وحتى المرق الأبيض وشواء الدجاج''.
ومن جانبه أكد سعيد، تاجر توابل وأعشاب، أن الطلب يكثر على الفلفل العكري المغربي ورأس الحانوت التونسي نظرا لنكهتهما الخاصة، غير أنه يعتمد على طريقة جيدة لتسويق توابله مع حلول شهر رمضان، من خلال مزج خلطات لتتبيل المأكولات تتكون من أربعة أو خمسة توابل وهذا لتوفير الوقت للذين لا يفقهون لغة التوابل، خاصة حديثي الزواج، ويضيف مازحا ''حتى لا يحرجون أمام أزواجهم وحماتهم''.
وفي ساحة الشهداء دائما، لفت انتباهنا جمع من المواطنين ملتفين حول طاولة لبيع ''الفريك السطايفي''، وبالقرب منها سيدة متذمرة نظرا لشرائها ''فريك'' مغشوشا من عند أحد الباعة بسعر أغلى. ''الأسعار تختلف من تاجر لآخر لكن النوعية ربي يستر''، على حد رأيها.
أما بسوق ''كلوزال'' قرب ساحة أودان، فقد تهافت المواطنون على شراء مستلزمات طبقهم المفضل اللحم الحلو، رغم ارتفاع أسعار الفواكه المجففة مثل الزبيب الذي بيع الكيلوغرام الواحد منه 400 دينار وثمرة البرقوق المجفف الذي بلغ سعره 400 دينار والمشمش (800) دينار. وبخصوص أسعار المكسرات، فحدث ولا حرج.