هــــل نسيت العهــد ؟؟؟
هل نسيت العهد أو حجبت سحبٌ عينيك عـن نظـري
أم رأيت الوجد مشتعلاً فخشيت السير فى الخطر
وتركت القـلب تُـوجعــهُ لـوعــة الأشــواق والسهـر
أنا لـن أنساك لو أنى دفعتُ الباقى من عمري
حرامٌ حـرامٌ حـرامٌ أن تفرقنا دنيـا الأحقـاد والبشـر
ويضيع العمر منتظراً لتجـود السحـبُ بالمطـر
أنا لن أنساك لو أنـى دفعتُ البـاقى مـن عمـرى
هــــل نسيت العهــد ؟؟؟
تحليل الكلمات
حجبت : وقفت سداً منيعاً وتأتــي بمعنى الإعاقة
الــوجــد : القلب
تجـــود : تــــأتـــــي
الإسلــــــــوب
تعترى الأبيات الأساليب الإنشائية ، التى يقرر منها حالته النفسية وإستنكاره ودهشتى التى نتبينها من الأبيات التى أمامنا ، أترككم مع التحليل الفنــــــــي :
هــــل نسيت العهــد ؟؟؟
إسلوب إنشائى غرضه الإستفهام ، ومن باطنه يتعمق الشاعر فى الإستنكار
أو حجبت سحـبٌ عينيك عـن نظـري .
كمن يسأل ويعطى الجواب لمن يسألهُ ، دليلٌ على الإستنكار والدهشــة التى تعتريه ، وهنا قد شبه نفسه بالقمر الذى حجبت السحب عين الحبيب عن رؤيته فى السماء . وفيها تشبيه للسحب بأنها شخص أو شىء مادى يمنع ويحجب الرؤية بينهما ، تشبيه يعمل على تقوية الإحساس يؤدى الى تأثر المتلقى سمعاً أو قراءة فى النص وكأنه يشاهد المشهد بعينه هو .
أم رأيت الـوجـد مشتعـلاً فخشيت السيـر فـى الخطـر .
الوجد هنا كما أضحت لكم يقصد به القلب ، وهنا يضع الشاعر علة أخرى لحبيبته وسوف نعرف لما بعد قليل ، ويشبه القلب بالشىء المادى الذى يقبل الإشتعال فيهابه الأخرون وهى النيران ، فتعللت الحبيبة بالخوف من الخطر .
وتــركت القـلب تُـوجعــهُ لـوعــة الأشــواق والسهـــر .
تركت الشىء أى إبتعدت عنه مسافةً ليست بالقليل ، شبه القلب بالشىء المادى الملموس والمحسوس الذى تألمه الأشواق وطول السهر من بعد حبيبه .
أنـا لــن أنســاك لـو أنـى دفعتُ البـاقى مـن عمـري .
هنا تكمن الغاية فى نفسها فهو يقدم لها الحجج كى يقنع نفسه بعدم بعدها وتخليها عنه ، ويقرر بالنفى وبالقسم بعدم النسيان ، ولقد شبه ما يتبقى من عمره بالشىء المادى الذى يباع ويشترى .
حرامٌ حـرامٌ حـرامٌ أن تفرقنــا دنيــا الأحقــاد والبشــر .
التكرار من علامات التأكيد اللفظى ، ولقد شبه دنيا البشر بالشئ المادى الذى يفرق بين شيئين ، ولكنه أتي بدنيا الأحقاء على سبيل الشىء المادى وهنا هو يستعير صفة من صفات البشر ألا وهــى الحقـــد .
ويضيــع العمــر منتظــراً لتجــود السحــبُ بالمطــــــر .
تشبيه للعمر بالشىء المادى الملموس بالضياع كما شبهه من قبل بأن يدفعه مقابل النسيان ، ولكنه أتـــي بالعمر على إنه الإنسان الذى ينتظر فهى صفة من صفات الإنسان ، وفيها إستعارة مكنية سر جملها التشخيص .
لتجــود السحــبُ بالمطــــــر أى تأتى السماء بالمطر ، وفيها دلالة خفيفة جداً فهو لا يريد من المعنى الأساسى أن تأتى السماء بالمطر ولكنه يقصد افترة المنتظرة التى سوف تأتــــي فيها السماء بالمطر ، يوضح لنا مدى الإنتظار القاســـى الذى يعانى منه ، فلكى تمطر السماء فترة ما بين فصول السنه الأربعه والفصل الذى هو فيه ، ولقد تركها مجهولة حتى تستشعر أنت مدى الفرق الشديد فلو قال لك بأنه فى الخـــريف أو الربيع قد بلغت الفترة أنت وعلمت بالمدة المنتظر ، ولكننى أستشعر هنا بان الفترة التى هو فيها هى نهاية فصل الشتاء لتدل على مدى الفترة القاسية التى سوف يبقى فيها هو وحيداً .
وبعد فإننى أرى ولقد يتضح هذا للجميع بأن الأبيات كلها تشبيه ، وهى فى علم البيان تسمى بالتشبيه التمثيلى الذى يوضح حال الشىء بعد الشىء الآخر ، وإن كان فيها بعض الإستعارات فهو يقتبسها ليوضح لك الفكرة والحياة التى وجدها الشاعر فى بيته " بيت القصيدة " .
وكلها تنطوى تحت الأساليب الإنشائية للتأكيد والتقرير والوصف