اختلف المؤرخون والباحثون على أصل كلمة المدية فراح بعضهم للقول بأنها اسم أميرة رومانية كانت تحكم في المدية اسمها MEDEA و قال البعض الآخر انه اسم عربي أطلقته
القبائل الصنهاجية العربية الأصل على هذه المدينة و التي تعني في
اللغة العربية الفصحى المدينة لكنه كان للصنهاجيين لهجة عربية خاصة بهم حيث سموها لمدونة و هو اسم مشتق من كلمة المدينة . مر على المدية عبر العصور أحداث كثيرة و سكنها قديما البربر و كانت تمثل الحد الجنوبي لمنطقة القبائل /زواوة/ ثم سكنها الصنهاجيون وهم من أصل عربي، هاجروا من
اليمن إلى بلاد
المغرب قبل ظهور الاسلام و دخلها الرومان و حكموها و مر بها الوندال و فتحها العرب بالاسلام .
صورة لوسط المدينة
يظهر أن مدينة المدية في العهد القديم لم تكن مدينة كبيرة لها وزنها الاقتصادي و السياسي مثل
قيرتا و
قرطاجنة أو
ايكوسيوم و يعتقد أنها لم تكن موجودة قبل القرن الأول الميلادي أي في عهد موريطانية القيصرية التي تميزت ببروز
يوبا الثاني فيما بعد ظهور القديس
أوغسطينوس . يبدو أن المدينة لم تكن موجودة في العهد
الفينيقي المبكر أو
البوني أي مابين القرن العاشر ق.م حتى سقوط
قرطاجنة في 146 ق.م و ذلك لأننا لم يعثر على أي دليل مادي أثري يبين أن لمبدية كما كانت تدعى في العهد الروماني كان لها وجود في عهد أبعد من ذلك .
يبدأ تاريخ المدينة مع الرومان اذ دلت الحفريات على وجود المدينة الرومانية التي كانت تسمى مديكس، بالقرب من الموقع الحالي للمدينة. ومرت المدينة بعدها بفترة مجهولة رغم كونها محطة مهمة على الطريق الرابط بين جهتي الشرق و الغرب في شمال إفريقية.
عهد بلكين بن زيري و الدول المتعاقبة على المديةأعاد
الزيريون بناءها -بلكين بن زيري - ح 950 م. مع مدينتي
مليانة و
الجزائر على أنقاض المدينة القديمة. و أخذت اسمها المدية من إحدى قبائل صنهاجة الضاربة بالمنطقة. أعاد السلطان
يوسف بن تاشفين ح
1155 م. بناء الساقية التي أنشأها
الرومان. ابتداءا من القرن الثالث عشر خضعت المدية و ماحولها لسيطرة قبيلة أولاد منديل المغراوية. سنة
1289 م. وتمكن السلطان الزياني
عثمان بن يغمراسن من الإستيلاء على
الونشريس و ضرب حصار على المدينة التي كانت سيطرة أولاد عزيز من أبناء توجين ثم استولى عليها. سنة
1303 م. سقطت المدينة في يدي السلطان المريني أبو يحي، و بني بها القلعة المشهورة. عادت المدينة سنة
1366 م. لبستردها أبو زيان سلطان بني عبد الواد.
عهد الأتراكعاشت مدينة المدية حالة من العزلة و الخراب و النسيان حتى دخلهاالاتراك من جديد و اعادوا اعمارها و جعلوها قاعدة مهمة لهم و اسكنوا فيها قبائلهم و عشائرهم التركية و حولوها إلى مدينة تركية مثل مدنهم التركية في
الاناضول و بنوا فيها القصور و الحمامات و الصور التركي الذي لا يزال قائم ليومنا هذا و اتخذوا منها عاصمة لبيليك التيطري كما سكنها المسلمون اللاجؤون من الاندلس و معهم اليهود اللذين فروا من مذابح الصليبيين في الاندلس انذاك. بدأت المدينة عهدا جديدا مع قدوم الأتراك و إنشاء إيالة الجزائر. قسم حسان باشا البلاد إلى ثلاث مناطق و جعل المدية عاصمة بايلك التيطري في الوسط. و عين أول باي للمنطقة سنة
1547 م.
عهد الإحتلال الفرنسيبعد دخول الفرنسيين المنطقة جرت محاولات أولى للتوغل إلى المنطقة بقيادة دامريمون، إلا أن
الباي بومرزاق أحبطها و دفع بالقوات الفرنسية إلى التراجع نحوالساحل. عبئت حملة ثانية في نوفمبر
1830 م. قوامها سبعة آلاف رجل بقيادة الماريشال كلوزيل. و بعد اجتيازه موزاية دخل في معارك مع قوات الباي استطاع بعدها أن يرغم الباي بومرزاق على الإستسلام كما استشهد نحو 45 مجاهد من عائلة دمارجي الشهيرة في المدية. و أخيرا دخلت القوات الفرنسية المدية في 21 من نفس الشهر ثم عين المارشيل على المدية الباي عمر من قبله. مع قدوم جنرال جديد على رأس القوات الفرنسية عين هذا الأخير الباي محمد بن حسين من قبله بعد خلعه الباي السابق و اقتياده إلى الجزائر. بعد سقوط مدينة المدية في ايدي الفرنسيين عمدوا على القضاء على القبائل التركية التى كانت تسكن المدية قبل القضاء على بقية الجزائريين فقتلت منهم ماقتلت و شردت البقية الاخرى و احرقت قصورهم وبنت المستوطنات بها و اسكنت بها الاوربيين كمعمرين جدد.
عهد الأمير عبد القادرسنة
1836 م. استولى قائد
الأمير عبد القادر في المنطقة على المدية. دخلت المدينة في دولة الأمير بعد
معاهدة التافنة 1837 م. بقيت المدينة مركزا للمقاومة حتي تاريخ سنة
1840 م. تاريخ دخول الفرنسيين المدينة مجدداً.
المدية في عهد الثورة التحريريةأواخر الاحتلال الفرنسي للجزائر و أثناء
الثورة الجزائرية تحولت المدية إلى مركز للاجئين الهاربين من القمع الفرنسي في الارياف المحيطة بالمدية و شكلوا بها مخيمات للاجئين و من بين هذه المخيمات مخيم /رأس قلوش/ و الذي يعرف اليوم/ بقرية راس قلوش/
عهد الإستقلالتجدد النزوح الريفي على المدية بعد الاستقلال و بالخصوص في سنوات الإرهاب
1990 التي عاشتها الجزائر و أصبح هؤلاء اللاجئين اليوم يشكلون غالبية سكان المدية و أصبحت العائلات التركية تشكل أقلية و توجد هذه العائلات اليوم في أحياء صغيرة و تعيش كذلك كعائلات متفرقة داخل المدية و لا يزالون يفتخرون بأصولهم التركية و أسماء عائلاتهم التركية و يتمنون إعادة إحياء لغتهم و هويتهم التركية
[بحاجة لمصدر]في مدينة المدية.
أبواب و أحياء المديةالأبواب. تاخابيت .
يقولون عن المدية
المدية في كتابة عالم ألماني هـ.ومال سان ترجمة د.أبو العيد دودو تحت عنوان:"اضواء على مدينة المدية" حيث وصفها بقوله:تقع المدية على بعد45كلم من البليدة و يبلغ ارتفاعها 3300قدم أي 920م و كانت في السابق عاصمة تيطري و لها نفس المكانة و الأهمية السياسية التي كانت لمدينة وهران و قسنطينة.أما الطريق الذي يؤدي إليها من البلبدة فهو من المناظر الخلابة التي يقدمها الريف الجزائري لعشاق المناطق الجبلية الطبيعية الساحرة حيث ينكن مشاهدة قردة و عديد من الحيوانات البرية في محمية الشريعة. المدية المدينة المقدسة في نظر الأجانب ، مع مقارنتها ببلدة مقدسة في إيطاليا.حيث يقول:و المدية تعتبر عند المسلمين""لوريتو""الاسلام فهي تشبه البيت المقدس, في ذلك الحج الإيطالي الشهير. المدية بلاد الأساطير و العجائب و المعجزات,حيث يقول نفس المصدر:أن المدية و هي الأخرى قد حملتها الملائكة كما تقول الأسطورة من البلاد القديمة عبر الفضاء ، ووضعتها على سفح الأطلس. من كتاب""تاريخ المدن الثلاث""