الصورةالشعرية
هي صورة بيانية متطورة عن
نظيرتها التقليدية البسيطة مثل الكناية و الإستعارة و المجاز ، حيث
الجديدة تتميز بالتحليق المجنح في عالم الخيال و الغموض
و
الإبهام على درجة يصعب في بعض الأحيان توحيد الشرح لصورة واحدة بمفهوم واحد ،
ذالك كونها قابلة للتأويل و تعدد المفاهيم و الدلالات التي تخلفها ،
انطلاقا من نفسية صاحبها و نفسية المتلقي و الجو الطابع لبيئة كل منهما و الظروف
المحيطة بين زمن الكتابة و القراءة ، حيث أن لكل انطباع يخرج به نتيجة القراءة و مدى
تعمقها و انعكاساتها على الواقع المعيش ، ومن ثم تحدث عملية التأثير و التأثر
، فإذا كانت الصورة تحمل سحابة تشاؤمية و لقت نفسا مهيأة تفاعلت معها و منحتها
هالة من التفسير و التقديس و العكس قد يكون صحيحا .
وبعبارة أبسط الصورة
الشعرية هي صورة بيانية معقدة متشابكة الأطراف و القرائن حتى تنتج أبعادا
مختلفة يسودها في معظم الأحيان نوع من الغموض الذي يتخبط فيه صاحبه و هي ميزة الشعر
الحديث نتيجة الإحتكاك بالأدب الغربي العاكس لنفسية غامضة متعبة أرهقتها ظروف البيئة
الطبيعة و الإجتماعية و النفسية و العقائدية فصارت لا ترى إلا ضبابا مبهما
فولدت صورا جانحة بين الواقع المؤلم و بين الحقيقة المؤملة ، ولهذا يجد القارىء
نفسه أمام صورة بيانية متناقظة الأطوار جامعة بين أضلعها بين التفاؤل و التشاؤم فيقف
حيرانا في كنه هذه الصورة و التي تجمع بين ألفاظ متناقظة المعاني كالجمع بين
الظلام و النور و الحياة و الألم أو بين الصبح و الموت و
البدر و الخريف و النار و المطر و هكذا