سلام عليكم
اهلا بكم في منتديات السمو العالي
تاريخ الزراعة
اكتشفت الزراعة فى وقت ما فيما بين عشر إلى خمسة عشر ألف سنة من
الآن. وفى الالفى سنة أو الثلاث آلاف سنة الأخيرة ارتقت الزراعة لتكون حضارات
فلاحين متنوعة تتوافق مع بيئتهم المحلية. حضارات جميلة تستمد القدرة على التطور
والنمو من داخلها, ومن علاقتها بالجوار. حدث هذا فى مناطق عديدة فى العالم, خاصة فى
أوروبا وآسيا والمكسيك وأمريكا الوسطى والانديز وبعض المناطق فى أفريقيا.
ومن
بدايات المرحلة الاستعمارية, طور الفلاحون الأمريكيون بالرغم من الكوارث العديدة:
كعواصف الأتربة مثلا, نظم زراعية جميلة كانت فى طريقها لان تصبح نظم زراعة مستدامة.
وكانت كثير من هذه الحضارات الزراعية فى حالة متماسكة, وظلت هكذا حتى نهاية الحرب
العالمية الثانية. ولكن القليل الذى تبقى منها الآن قد تمزق شر ممزق!
نجحت
الصناعة من خلال خطوات متتابعة فى الاستحواذ على العمليات الزراعية التى كان يقوم
بها الفلاح, الواحدة بعد الأخرى. وقد انتزعت منه كل ما كان من شأنه أن يحقق ناتج
ربح مضمون, وتاركة له كل مخاطر العمليات الزراعية ليتحملها وحده مثل: مخاطر المحصول
السيئ, والطقس الغير ملائم, وخسارة المال المستثمر نتيجة الزيادة المتعاظمة فى
أسعار مستلزمات الدورة الزراعية, والانخفاض المستمر فى أسعار المنتج الزراعى الذى
يبيعه.
يدعى الخطاب التقليدى الذى يناصر أساليب الزراعة الحديثة أن هذه هى
الطريقة الوحيدة التى تحل مشكلة الجوع فى العالم, وهى كذلك الطريقة الوحيدة القادرة
على إطعام الجموع القادمة نتيجة الانفجار السكانى. ولكن ذلك بالطبع احد
الأوهام!!
فطبعا, يمكننا تحسين طرق الفلاح التقليدية بواسطة المعرفة العلمية
التى نملكها اليوم عن: كيفية نمو النبات, وعن تركيب التربة, وكيميائها, وطرق تحديد
عمرها, بالإضافة لمعرفتنا بالعمليات الحيوية التى تجرى داخل النبات ومعارف
أخرى.
ولكن التحسين لا ينبغى أن يكون فى اتجاه زراعة المساحات الهائلة بمحصول
واحد, ولا بالاعتماد على الميكنة العالية للزراعة, ولا النظرة الأحادية لدور
الأسمدة التجارية والمبيدات الاصطناعية فى إنتاج زراعى ينقل عبر الكوكب
كله.
المحصول الزراعى الأوحد هو اختراع الحقبة الاستعمارية. فقوى الاستعمار كانت
لن تستطيع استنزاف الكثير من الفلاحة التقليدية التى تزرع أنواع كثيرة ومتنوعة من
المزروعات من اجل الحفاظ على بقاء حياتهم ومن اجل أسواقهم المحلية والإقليمية.
كانوا يريدون كميات هائلة من القطن والسكر والبن والشاى والكاكاو وغيرها. وهذا ما
قاد إلى انتزاع ملايين البشر من موطنهم الاصلى. وهو أيضا ما كان جذر تجارة العبيد
من أفريقيا إلى الأمريكتين. تلك التجارة التى تشكل واحدة من أعظم الكوارث فى
التاريخ البشرى.
ولكن مشكلة الزراعة الحديثة الجوهرية هى إنها طريقة زراعة غير
مستدامة. فحتى لو كانت إنتاجيتها للحد الذى يدعونه, فذلك لن يؤدى إلا لتأجيل
الكارثة فقط. ولسوف تكون الكارثة أعظم حينما تحدث. وإذا ما كانت مسئوليتنا هى إطعام
النسل المتعاظم النمو, مع الأخذ فى الاعتبار واجبنا نحو إيجاد وسائل لوضع تزايد
السكان العددى تحت السيطرة, لذا يجب علينا تطوير طرق إنتاج زراعى مستدامة.
ولقد
طور الفلاح التقليدى, باستثناء عدد قليل جدا منهم, طرق مستدامة للزراعة. الفلاحون
الصينيون يحصلون على إنتاجية عالية من حقولهم لمدة استمرت اكثر من ثلاثة آلاف عام
دون أن يعتدوا على خصوبة تربتهم. بل على العكس من ذلك, فلقد ساعدوا بطريقتهم هذه فى
الحفاظ عليها وزيادة خصوبتها إلى حدها الأقصى.
يتعلم الفلاحون المعاصرون,
العائدون إلى طرق الزراعة التقليدية, كيف تصبح زراعتهم مستدامة أكثر فأكثر؟ مع
إنتاجية مثالية للأرض, ويستنبطون طرق متوافقة مع بيئتهم المحلية, بينما يحافظون على
التنوع البيولوجى للنباتات التى كانت موجودة مسبقا فى بيئتهم الزراعية والمساحات
الجغرافية المحيطة.
دعنا نسميها باسم "الزراعة المستعادة" بدلا من أسماء
كالزراعة البيولوجية أو الزراعة العضوية او البديلة. فنحن عندما نتعامل مع الحياة,
يصبح كل شئ, سواء أكان سيئا أم كان طيبا, فهو بيولوجى, وهو عضوى, حتى المذابح
الجماعية هى أيضا عضوية. البديل فقط يعنى انه مختلف وقد يكون بديلا اسوأ. ولكن
المستعاد يعنى استعادة ما فقدناه أو استعادة ما خربه الآخرين.
منقول بتصرف م/
ابراهيم بدر
الزراعة القديمة:
تدل الأساطير والمعتقدات القديمة على
أن بعض الأقوام والشعوب كانوا يقدسون الزراعة، ويعزون إلى الآلهة تعهدها وحمايتها
وحث الناس على احترافها.
القدماء المصريين كانوا يعتقدون أن الإله أوزيريس هو
الذي علمهم صنع أدوات الحرب وتجهيز التربة لغرس الكرمة والأشجار المثمرة، وحصد
الذرة والشعير، وأن امرأته إيزيس هي التي علمتهم طحن الحبوب وصنع الخبز والنسيج.
واعتقد الكلدانيون بوجود طاغية أو إله اسمه نمرود وإلى جانبه آلهة شبيهة بأوزيريس،
علمهم الصناعة والزراعة والحصاد، وتشييد الأبنية والمعابد، أما الفلاحة فكان لها
إله خاص اسمه نينب. ومن معتقدات الهنود أن الإله إبرهما كان يستعين بالبقر المقدس
لحراثة الأرض، كما كانوا يقدسون البقرة لأنها مصدر ما يشربونه من اللبن.
ويقول
المؤرخ اليوناني هيرودوت إن المصريين كانوا مولعين بزراعة الذرة لصنع الخبز، وأنهم
كانوا يزرعون الفول للتجارة والمقايضة. ويقول بعض المؤرخين إن المصريين القدماء
كانوا يزرعون القطن، إلا أن علماء الآثار لم يجدوا أثراً للمنسوجات القطنية بمصر.
ويقال إن المصريين كانوا يزرعون قصب السكر والخشخاش ويستخرجون الصمغ من شجر السنط
.
أما ما يتعلق بتربية الحيوان فقد كان المصريون يربون البقر والماعز والحمير
والخنازير، أما الخيل فقد بدأت تظهر آثارها في مصر خلال القرن العشرين قبل الميلاد،
عن طريق الرعاة الهكسوس.
وفي عهد الملك سليمان أصبح لتربية الخيل شأن كبير، إذ
كان يستخدمها في قضاء حاجاته، كما كان يبيعها للحثيين.
كانت بلاد الرافدين منذ
الألف الثالث قبل الميلاد، وفي عهد الآشوريين، تزرع فيها أنواع كثيرة من النباتات
الغذائية ومنها: الفول والعدس والحمص والحلبة والخشخاش، كما زرعوا السمسم والخروع
والفوة والجزر والبصل والثوم والباذنجان والبامية والبطيخ وكثيراً من أشجار
الفاكهة. وفي زمن الملك حمورابي انتظمت الزراعة والإسقاء ورعي الماشية وشقت الجداول
والأنهار، وأصبح العراق من أغنى أقطار العالم، إلى أن اجتاحته جيوش التتر والمغول
ودمرت روائع المدينة العربية.
وذكر انه في بلاد اليمن غرسوا الأشجار وانشؤوا
الغابات، كما قيل أن أخصب بلاد العرب هي سبأ، وأن من محصولاتها المر والقرنفل
والبلسم. لقد بنى اليمنيون السدود لجمع مياه الأمطار وسقاية المزارع والغابات، وكان
أضخمها سد العرم أو سد مأرب ويليه قصعان وربوان وشحران وغيرها.
وفي بلاد الشام
اشتغل النبطيون بالفلاحة، وألفوا قبل اليونان والرومان كتب عن الفلاحة
النبطية
وللعرب فضل في نقل كثير من النباتات المفيدة إلى أوروبا عن طريق الأندلس
وصقلية، ومنها قصب السكر والبرتقال والليمون والمشمش والخوخ....
وفي أيام الحكم
العباسي كان للعرب الفضل في حفر الجداول والأنهار، وإنشاء السدود والجسور والقناطر،
في بلاد الشام وبين النهرين، وهذا ما ساعد السكان على بناء المساكن وترك
الخيام.