لا أتحدث من منبر كإمام
أتحدث و كأنني أجلس معكم كإخوة
،ندردش،نتحدث،نتذكر كواليس حياتنا
كم مرة مثلت دور شخص قوي
هل الكواليس التي تأتي وراء هذا الدور من
أجل جلب الأنظار و الإعجاب؟
أم من أجل واجب تحتم عليك
فعله؟
أم لتشعر بالسعادة لأنك أفدت الناس بتلك
القوة؟
كم مرة مثلتِ دور الملتزمة
هل الكواليس التي أتت خلف هذا الدور من
أجل لفت أنظار ابن الجيران أو الزميل؟
أم لأن الالتزام واجب عليك
أم لكي تنالي رضى الله و
أبويك
أم تمثلين دور الملتزمة كقناع لفعل أشياء
أخرى خفية؟
كم مرة مثلت دورا أطعمت فيه جائعا أو
تصدقت فيه على متسول؟
و هل الكواليس التي كانت خلف هذا
الدور
من أجل الشهرة و العظمة و
الإطراء؟
أم لأنك فعلا أحسست بجوعه و استشعرت
بؤسه؟
كم مرة مثلت دور المصلي (ة) الملتزم (ة)
بوقته و بالجماعة؟
هل الكواليس التي أتت خلف ذلك فقط
ليقولوا عنك يا له من مواظب؟
أم لأن النداء للصلاة هو أسبق عندك من أي
نداء آخر؟
كم مرة مثلت دور الساعية في الخير بين
أهلك و ذويك و صواحبك؟
و ما هي الكواليس التي أتت بعد هذا
الدور؟
هل هي لمصلحة دنيوية زائلة؟
هل هي عادة سيئة فيك ؟
أم أنك تستشعرين فعلا حس المساعدة و
السعي في الخير بين الناس لوجه الله؟
...الخ
لو بقيت هنا أعد الأدوار التي مرت علي و
عليكم
لن أنتهي
لكني أحببت أن أذكر نفسي و
أذكركم
أن حياة كل واحد فينا فيلم
صحيح
فيلم مطول
سنجلس لمشاهدته ذات يوم
و إن ذلك اليوم لآت
فهل سنشاهد ذلك الفيلم بكل رضى و
سرور؟
أم هل سيكون فيلم رعب ؟
هل سيكون فيلما مثاليا و جميلا
؟
أم سيكون فيلم عنف ، إباحي، محظور
مشاهدته؟
هل الكواليس التي خلف الأدوار التي قمنا
بها
هل هي كواليس ستفرحنا و
تسعدنا؟
أم هي كواليس سنندم عليها؟
أنتِجوا أفلاما عن حياتكم
تحصدون عليها أغلى أجر و أعظم
جائزة
فالأجر هو رضى الله ، فلا
يسخط ابدا
و الجائزة هي الجنة، و صحبة النبي صلى
الله عليه و سلم
أعيدوا النظر في سيناريوهات
حياتكم
اقبلوا السيناريو الذي صاغه القدر
لكم
و كونوا بقدر الدور الذي أنتم
تمثلونه
و في الأخير
رمضان فرصة لإعادة التفكير في
الحياة
فاغتنموها
و رمضان مبارك