شجرة اللـبـان
حظيت شجرة اللبان، عبر مسيرتها، بحضور تاريخي هائل جعل منها جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف سنة. ولأجلها تحركت القوافل التجارية، في مسارات شاقة من ظفار بجنوب عمان، الى شواطئ جنوب العراق، والى الشام ومصر القديمة، وحتى غزة الفلسطينية الساحلية، التي حملت منها السفن ثمار الشجرة الظفارية الى البلدان الأوروبية، وخاصة روما القديمة.
اللبّان يعتقد انه جاء اشتقاقا من اللبن (لبن الشجرة) أو ما يسمى بالعلك المر احيانا. و هو ضرب من صمغ الشجر كاللبان، يمضغ ويستخدم كبخور أحيانا.
له أنواع عديدة ويتم استخراجه مرتان او ثلاثة سنوياً من شجرة الکُندُر أوشجرة اللبان أو اللبنى. يتم استخراج أجود أنواع اللبان عالميا من أشجار اللبان من عمان حيث يعرف هذا اللبان بأسم اللبان العماني، يليها بالجود اللبان اليمني. الا أن شجرة اللبان تنتشر في بقية أجزاء شبه الجزيرة العربية وشمال الصومال وأثيوبيا .
كانت تعتمد على تجارة اللبان حضارات قديمة في اليمن مثل مملكة معين. ويذكر ان استخراج اللبان من شجرة الكندر يؤثر على خصوبة بذورها حيث تتدنى نسبة خصوبة بذور شجرة الكندر التي يتم استخراج اللبان منها إلى 18% في حين يرتفع لدى الأشجار التي لم يتم استخراج اللبان منها إلى 80%.
عرف اللبان منذ عصور ما قبل الميلاد وقد اعتمدت على تجارته حضارات قديمة مثل حضارات اليمن القديمة مثل مملكة معين وسبأ والأنباط، ويعتقد ان مركز تجارة اللبان كانت مدينة ارم ذات العماد "المفقودة" جنوب الجزيرة العربية. كما ارتبطت تجارة اللبان بطريق البخور وهو طريق تجاري يربط الهند بالجزيرة العربية ومصر .
وصل اللبان إلى أوربا الغربية عن طريق الحملات الصليبية على الشرق في العصور الوسطى، حيث يذكر بعض الباحئين ان اللبان انتقل لأوروبا الغربية من لبنان .
يستخدم اللبان كعلك للمضغ كما يستخدم كأحد أنواع البخور، حيث يتم استخدامه في التبخير في بعض الطقوس الدينية. كما يتم إدخاله في صناعة الأدوية، والزيوت والمساحيق والعطور والشموع الخاصة، بالإضافة الى استخدامه في العديد من دور العبادة حول العالم. كما أن ذكر اللبان قد ورد في انجيل متى .