الإثنين يونيو 15, 2009 1:12 pm
رسالة بيانات كاتب الموضوع
أزمة النقد الأدبي في الوطن العربي المعلومات الكاتب:
اللقب:
المشرف
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد الرسائل : 100 المزاج : عصبي البلد : نقاط التميز : 258 تاريخ التسجيل : 02/05/2009
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: أزمة النقد الأدبي في الوطن العربي
أحد المعايير الأساس لتقدم المجتمعات، تطور الحركة الأدبية ومساهمة الأديب في النهضة الحضارية التي لا تقتصر على حجم النتاج الأدبي، بل على مساهمة هذا النتاج في البناء والتطور الذي يسعى إليه المجتمع. وتلك المساهمة للأديب لا يمكن أن تكون فعالة ونشطة بدون توفر فضاء من الحرية يحتاجه الأديب كي يكون حراً في إبداء رأيه في الأزمات التي يعاني منها المجتمع، وبالتالي نقده وحلوله المقترحة لها ستكشف عن المسببات وتطيح بالأسس الموروثة والأصنام..وقد يؤدي ذلك بالإطاحة برأس الأديب بسهولة في حال عدم وجود فضاء للحرية. في المجتمعات الأوربية التي تتمتع بفضاء الحرية، للنقد الأدبي أسس ومعايير يجيدها الناقد ويتحرك في حدودها التي لا تخل بعمله ولا تبخس حق الأديب، وبالتالي فإنها تهدف إلى تطوير العمل الأدبي. ويتحلى الناقد في تلك المجتمعات بسمة التخصص في المجال النقدي، ولا مجال للتداخل بين التخصصات في كل الحقول الأدبية أو العلمية. ولكن يمكن للمرء أن يجمع بين عدة تخصصات أدبية أو علمية بعد سلسلة من الاختبارات والتجارب والشهادات التي يحصل عليها. إما في الوطن العربي الذي يعاني من أزمات مستعصية في مفاصل المجتمع، وعدم وجود فضاء من الحرية لإبداء الرأي فأن العمل النقدي يعاني من ذات الأمراض والأزمات الاجتماعية. فلو تم إعداد لائحة بأسماء النقاد في الوطن العربي ستجدها فقيرة وبائسة قياساً بحجم النتاج الثقافي وعدد الأدباء، إضافة إلى ذلك فأن أغلب النقاد يفتقدون لآليات النقد الحر ويعاني قسماً منهم من تدني بمستوى ثقافته التي بدونها لا يصح امتهان النقد، وكذلك هناك فقر بآلية التخصص الأكاديمي للعمل النقدي. ويجد ((عبد المعين الملوحي)) أن حركة النقد في الأدب العربي غير موجودة على الإطلاق، لا فيما يتعلق بالتأليف ولا بالترجمة. وليس هناك نقاد على مستوى من الثقافة والحياد لينكبوا على المؤلفات والترجمات، فأكثر النقد السائد تابع للهوى الشخصي أكثر منه للموضوعية، مع أن من وظائف النقد تقديم التراث الفكري والأدبي والإشارة لسلبياته ووضع تصور جديد للطرق التي يجب أن يسلكها الأدب، ومصيبة العالم العربي أنه لا يولي اهتماماً للتخصص. وهناك من يجد أن الناقد لا يفتقد لآليات التخصص فقط، وإنما يعاني من عدم الحياد ويخلط بين الموقف الشخصي والموضوعي، لذا لا يمكن النظر إلى الناقد في الوطن العربي بمنظار الحياد ولا أخذ رأيه النقدي مأخذ الجدِّ. وبالمقابل فأن الكاتب يضيق على الناقد مساحة حرية النقد، نتيجة تحسسه المفرط من أي مساس نقدي يطال نتاجه الأدبي من قبل الناقد. ويعتقد ((بو علي ياسين)) أن النقد في الوطن العربي يعاني من مرضين: أولاً تداخل الشخصي مع الموضوعي من طرف الناقد والتحسس الزائد تجاه النقد من طرف الكاتب ولا شك لهذين المرضين دوراً في أزمة النقد في حياتنا الثقافية، وقلة النقاد من كتابنا. ويؤخذ على الناقد في الوطن العربي كذلك، ممارسة عمله بصورة ميكانيكية، فيعمل على تجزأت النص الأدبي إلى دلالات وأجزاء ومن ثم يعمل على نقد كل جزء لوحده فمثلاً يعمل على مناقشة القيمة الجمالية مقابل رداءة النص الأدبي، وتماسك النص مقابل تفككه، وجمالية اللغة مقابل فقرها..ومن ثم يعمد إلى مسطرة القياس لإصدار حكمه على النص الأدبي. وبهذا فإنه يغفل عناصر هامة من هيكلية العمل الأدبي وتماسكه وتوازنه ونسيجه ودلالاته المترابطة، وبالتالي فأن الحكم يأتي جائراً!!. ويجد ((غالي شكري)) أن من واجب الناقد إلا يكون ميكانيكاً في تصوره للأدب والنقد، فيقول أن القيمة الاجتماعية ممتازة والقيمة الجمالية هابطة، بل ينبئنا بأننا إزاء عمل فني رديء فقط، ويبدأ رحلة شاقة داخل العمل الأدبي، ليدرس كيف كان هذا العمل رديئاً. ربما كانت الرؤية نتيجة اختلال التوازن الوظيفي بين مجموعة العناصر المكونة للعمل الأدبي، وربما كانت الخبرة أو الرؤية الاجتماعية من بين هذه العناصر مختلفة، ليضع يده في النهاية على الأسباب التي لم تجعل من هذا العمل فناً. ويطالب الأديب، الناقد بأن يكون محايداً في تعامله مع النص الأدبي بل أن يكون قاضياً يسعى للاستماع للائحة الاتهام وسماع الشهود ودفاع المتهم، ومن ثم إصدار حكمه وفقاً للقانون وليس لرغبة شخصية أو تعاطف مع أحد أطراف الدعاوى. وهذا رأي ((زكي مبارك)) الذي يطالب الناقد بأن يكون قاضياً، فكما يجب على الحاكم أن ينزه نفسه عن جميع الأغراض حين يتقدم للحكم بين الناس، كذلك يجب على الناقد أن يبرئ نفسه من جميع الأغراض. وكما نجد هناك إصراراً من قبل بعض الأدباء العرب على توجيه اتهامين (عدم الحياد وانعدام التخصص) للنقد الأدبي والنقاد في الوطن العربي، وهذا الإصرار يهدف إلى نزع الشرعية عن النقد الأدبي والتقليل من شأن النقاد العرب. ويعتقد ((عبد المعين الملوحي)) بأن النقد في الوطن العربي ينحو باتجاهين خطأ هما: 1- فالنقد المترجم يريد أن يفرض على الأدب العربي، مقاييس الآداب العالمية الأخرى فيكوم الاصطلاحات والكلمات الكبيرة دون فهم لمعناها، أو قدرة على تطبيقها على أدبنا، بل دون فهم لها عند ترجمتها. ويا للأسف...أن النقد المنقول ليس صحيحاً في الترجمة، وإن النقاد الذين ترجموا أدب النقد عند الشعوب لا يفهمون النقد ولا يعرفون اللغة التي نقلوا منها هذه النقود. 2-وهناك النقد السطحي الذي ينقسم إلى قسمين هما: نقد مجامل مداح، بسبب العلاقات الشخصية (ناقد يحب الكاتب فيعظمه)؛ ونقد ناقم قداح، بسبب العلاقات الشخصية لذلك (ناقد يكره الكاتب فيحطمه). وقد استدعى هذا النوعان من النقد، غياب المقاييس الدقيقة للأدب، نثراً وشعراً، فليس عندنا نقد. ولا يوجد ناقد حقيقي في عالمنا العربي كله. ومن خلال الاستعراض السابق لوجهات نظر بعض الأدباء بالنقد والناقد الأدبي في الوطن العربي، يمكن أن نصل إلى استنتاج مفاده:يعاني من أزمة الحياد؛ وانعدام التخصص؛ وتدني بمستوى ثقافة الناقد؛ وعدم وجود ناقد حقيقي
الموضوع الأصلي : أزمة النقد الأدبي في الوطن العربي // المصدر : منتديات السمو العالي // الكاتب: احمد