الجمعة يوليو 16, 2010 6:55 pm
رسالة بيانات كاتب الموضوع
مدينة من مدن فلسطين ( الجورة ) المعلومات الكاتب:
اللقب:
رئيس المنتدى
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد الرسائل : 7851 المنطقة : milano المزاج : الحمد لله البلد : نقاط التميز : 13877 تاريخ التسجيل : 27/12/2008
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
موضوع: مدينة من مدن فلسطين ( الجورة )
[size=12][size=21]بدنا نحكي اليوم عن مدينة الجورة ( عسقلان )مقدمة : تقع المدينة على بعد ٢٠ كم شمال شرق غزة على طريق تل أبيب وتنساب نحو واحة كبيرة خضراء من مدن البحر الأبيض المتوسط. كانت على مر التاريخ معبرا لا بد منه للنازل إلى مصر عبر طريق الشاطئ. نظرة على التاريخ : كانت عسقلان مركزا كنعانيا بالغ الأهمية منذ الألف الثاني ق.م. وتعود آثار الاستيطان البشري إلى العصر الحجري. موقعها على الطريق العسكري المحاذي لشاطئ البحر بين مصر وسوريا جعل منها مركزا طبيعيا لدعم ومساندة الجيوش الفرعونية في زحفها نحو الشرق. ١٢٠٠ق.م. احتل الفلسطينيون أرض فلسطين وجعلوا من عسقلان إحدى إماراتهم الأكثر أهمية وكانت تؤلف مع غزة وعزوت وچَتْ وعَقْرون الاتحاد الفلسطيني الخماسي. الحقبة الكتابية : يشوع ١٣، ٣ - في الفترة التي قاد فيها يشوع العبرانيين حاولوا دخول أرض فلسطين ولكنهم لم يقدروا على احتلال عسقلان. قضاة ١، ١٨ - قام سبط يهوذا بحملة عسكرية ضد المدينة «واستولى يهوذا على أشكلون وأرضها». ولكن النص يضيف «أما سكان السهل فلم يطردهم لأنهم كانت لهم مركبات من حديد». بقيت عسقلان مركزا فلسطينيا قويا إلى حين الحقبة الملكية العبرية. قضاة ١٤، ١٩ - لما قامت امرأة فلسطينية بخيانة شمشون، نزل عسقلان ونال انتقامه من أعدائه الأزليين. ٢ صموئيل ١، ٢٠ - يظهر اسم المدينة في القصيدة الرائعة التي أنشدها داود يرثي شاول: «في جت لا تخبروا وفي أسواق أشقلون لا تبشروا لئلا تفرح بنات الفلسطينيين». كانت عسقلان منذ أقدم العصور مكان التقاء الديانات الوثنية وانتشرت فيها عبادة عشتار وأتارچيس الآلهة التي على شكل حورية نصفها امرأة ونصفها الآخر سمكة. وكانت هذه الديانات تمثل خطرا كبيرا على شعب الله وكانت السبب في تدخلات الأنبياء العنيفة ضد المدن الفلسطينية. بعد احتلال اسكندر المقدوني للمدينة تحولت بالتدريج إلى مركز إغريقي مزدهر. عام ١٠٤ ق.م. استعادت المدينة هويتها بعد أن احتلها السلاجقة وتمتعت تحت الحماية الرومانية بفترة من الازدهار الملحوظ. وقد جمّلها هيرودس الذي كان من مواليدها ووهبها العظمة التي تستحقها. وتعود آثار المبنى العمومي الضخم القائم في وسط المدينة والذي تزينه العمدان القورنتية إلى هذه الحقبة. سرعان ما انتشرت المسيحية في المدينة رغم ردود الفعل الوثنية التي شهد عليها الشهداء الذين ذبحوا في بداية القرن الرابع. ونعرف أيضا أسماء بعض الأساقفة الذين شاركوا في مختلف المجامع التي انعقدت في تلك الفترة. وكانت الفترة البيزنطية من أفضل الفترات للمسيحيين في المدينة. وقد وردتنا أنباء عن وجود كنيسة ودير مكرسين للعذراء وبيتين آخرين لاستقبال الحجاج. ويروي حاج مسيحي مجهول الاسم (٥٧٠ ب.م.) بأسلوبه الرائع بأنه زار في المدينة بئرا «حفره إبراهيم» ويدعى «بئر السلام». الفتح العربي لم يزعج الجماعة المسيحية في البداية. لكن عام ٩٤٠ قام اليهود والمسلمون بإحراق الكنيسة ومنذ ذلك الحين لم تعد المدينة كرسيا أسقفيا وراحت الجماعة المسيحية تختفي شيئا فشيئا. احتل الصليبيون المدينة عام ١١٥٣م. بعد أن حاصروها بسلسلة من الحصون التي عزلتها تدريجيا عن بقية المدن إلى أن استسلمت دون معركة تذكر. وحوّلها الفاتحون إلى قلعة حصينة وأحاطوها بسور من الحجارة المصقولة تحميها الأبراج العالية والدعامات الرملية. وما زالت أماكن الأبواب الثلاثة (باب يافا وباب القدس وباب غزة) ظاهرة بوضوح إلى يومنا هذا. وقد تميزت الحقبة الصليبية بإعادة إحياء المسيحية في المدينة التي ما أن عاد واحتلها المسلمون حتى اختفت المسيحيّة تماما. وجعل منها صلاح الدين القاعدة لاحتلال القدس. وقد تمّ هدمها بعد ذلك تنفيذا لأوامره. منذ ذلك الحين اختفت المدينة إلى أن سكن فيها أحد باشوات مصر في القرن الماضي وجعل منها مستعمرة مصرية وبنى برجا للدفاع عنها. ومنذئذ راحوا يشيدون في المدينة مختلف الأبنية ولكنها قامت للأسف على حساب الأماكن الأثرية التي اختفت معالمها. زيارة المدينة : عسقلان اليوم مدينة بستانية. فريح الصحراء ونسيم البحر خلقا فيها جوا جميلا جعل منها مركزا سياحيا جذابا وأحد أفضل المصايف في البلاد. أصبح جميع سكانها يهوداً بعد أن لجأ سكانها العرب إلى غزة إثر حرب عام ١٩٤٨. تحولت المنطقة الأثرية إلى حديقة عامة على شكل نصف دائرة. تقوم على أطرافها بقايا السور الصليبي الذي بناه رتشارد قلب الأسد وتظهر فيه آثار أبراج الحماية وأبواب المدينة. ويمكننا في الحديقة مشاهدة بقايا الأعمدة الهيرودية وعليها رموز مسيحية تشهد على وجود جماعة مسيحية مؤمنة. كرست الطريق الجديدة لصفنيا النبي الذي تنبأ قائلا: «ويكون ساحل البحر نصيبا لبقية بيت يهوذا ... وفي بيت أشكلون عند المساء يربضون لأن الرب إلههم يفتقدهم ويغيّر مصيرهم» (٢، ٧) [/size][/size]
الموضوع الأصلي : مدينة من مدن فلسطين ( الجورة ) // المصدر : منتديات السمو العالي // الكاتب: SAMI