بسم الله الرحمن الرحيم
قبل الدخول في الموضوع دعونا أولا نعرف بمعنى القوامة:
القوامة لغة هي نظام الأمر و عماده و ملاكه و الذي يقوم به فيقال فلان قوام أهل بيته، أي:هو الذي يقيم شأنهم.
إن حقوق الزوج على زوجته كثيرة و منها القوامة التي جعلها الله له و التي تظهر في قوله تعالى:"...وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ" (البقرة : 228 ) ، و يتضح هذا الحق أيضا في قوله صلى الله عليه و سلم:"لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
فمن هنا تتضح لنا مكانة الرجل كما قررها القرآن و السنة، و هي المكانة التي يجب على المرأة أن تحيط بها علما لتسلك مع زوجها السلوك الذي يرضاه الله عزّ و جل، و لتكون لها دافعا أن لا تتغير عليه، و لا تظهر الضيق منه و لا تنكر فضله عليها.
و ليس في جعل الإسلام القوامة للرجل إخلال بقيمة المرأة، و إنما يرجع ذلك إلى اختلاف الوظائف الطبيعية التي خلق الله الرجل و المرأة عليها و التي من أهمها: اختصاص المرأة بالأمومة و ما ينجم عنها و اختصاص الرجل بالنفقة، كما يرجع ذلك إلى وجود فوارق بين الرجال و النساء في التكوين العضلي و تحمل المشاق و الأعباء و المسؤوليات.
الأصل في القوامة، و لم استحقها الرجل؟
قول الله تعالى:" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ" (النساء : 34 )
بينت الآية أن الرجل له حق تأديب المرأة و الأخذ على يدها و الاجتهاد في حفظها، فهو يقوم عليها قيام الوالي على الرعية، و كما قال ابن العباس: الرجال أمراء على النساء.
و هذا يرجع لسببين:
الأول: هو ما جعله الله في الرجل بأصل خلقته و يظهر من قوله تعالى:" النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ"
و هذا التفضيل للرجال على النساء راجع لكثير من الأمور منها حسن تدبير الأمور و كمال العقل والحزم و القوة، و قيل أيضا: إن للرجال زيادة قوة في النفس و الطبع ما ليس للنساء، لأن طبع الرجل يغلب عليه الحرارة و اليبوسة، فيكون فيه قوة و شدة، و طبع النساء يغلب عليه الرطوبة و البرودة، فيكون فيه معنى اللين و الضعف.
كما أن لهم القدرة على القيام بمزيد من الطاعات أكثر من النساء، و لذلك خصوا بالنبوة و الإمامة و الولاية و وجوب الجهاد و الجمعة و....و ما إلى ذلك من أمور منحها الله للرجال دون النساء لمناسبتها طبيعته تكوينهم.
أما الثاني: فيتبين في قوله تعالى:" وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ"
فالسبب في تفضيل الرجال على النساء ليس تحقيرا للنساء، بل إن ذلك راجع لما على الرجال من مهر و نفقة و مستلزمات النفقة، فبين أن فائدة تفضيلهم حتى في السبب الكسبي عائدة إليهن.
أما في الأمور الأخرى فالنساء شقائق الرجال.
و ليس معنى هذا أن قوامة الرجل تجعله جافا صعبا تخافه المرأة و تخشاه، بل إن على الزوج مراعاة الاعتدال من الزوجة في كل شيء سواء كان في النفقة أو غيرها.