هلاك ثلاث أشخاص بالجلفة غرقا وإنقاذ أربعة آخرين
السيول تغمر 180 بيت وتهدم 4 منازل كليا بسيدي عيسى
باغتت السيول الجارفة الناجمة عن "طوفان الصيف" عدة مدن داخلية مخلفة جرحى وقتلى ومنكوبين، ففي الجلفة أغرقت 3 أشخاص بينما تم إنقاذ أربعة آخرين، وفي المسيلة تمكنت فرق الحماية المدنية من إنقاذ العشرات بعد أن حاصرتهم السيول، بينما أدى فيضان وادي القطيريني إلى غمر المئات وتهديم أخرى، مخلفا حالة هلع غير مسبوقة في أوساط السكان الذين كانوا يتهيؤون لصلاة التراويح.
الأمطار الطوفانية طالت ولايات أخرى على غرار العاصمة والبليدة مخلفة حالات فيضان في الشوارع كما قطعت بعض الطرق.
إنقاذ عشرات المواطنين بعد أن حاصرتهم السيول
تمكنت فرق الحماية المدنية من إنقاذ 6 أشخاص كانوا على متن عربة جرار بولاية المسيلة، كما أنقذت ركاب حافلة لنقل المسافرين عددهم 15راكبا، وذلك ببلدية بوطي سايح على بعد أكثر من 14كلم عن مقر دائرة سيدي عيسى، وتبعا لذات المصدر فإن المواطنين ساهموا في إنقاذ عدة سيارات كانت على وشك أن تجرفها فيضانات الأودية.
الطوفان يخلف مأساة بالجلفة
هلاك 3 أشخاص غرقا وإنقاذ أربعة آخرين
حاصرت، ليلة أول أمس، الأمطار الطوفانية خمسة أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع 404 على مستوى واد "قعيقع" ببلدية سيدي بايزيد بولاية الجلفة.
وفور تلقيها الخبر، أعلمت مصالح الدرك الوطني الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بالجلفة، التي سارعت إلى التدخل رفقة وحدتها الثانوية المتواجدة بدار الشيوخ، حيث عملت على إنقاذ أربعة أشخاص حاصرتهم مياه وادي "قعيقع"، فيما انتشلت جثة الضحية الخامس، ويتعلق الأمر بشاب عمره 18 سنة، حيث نقل الجميع إلى مستشفى دار الشيوخ، بعد تلقي الناجين الإسعافات اللازمة من طرف أعوان الحماية المدنية.
من جهة أخرى، لقي أول أمس شخصان حتفهما على مستوى وادي "بن نعام" و"ملاح"، إذ تدخلت مصالح الحماية المدنية رفقة مصالح الأمن، وقامت بانتشال جثتي الغريقين، البالغ عمرهما 12 و18 سنة، وتم تحويلهما إلى المستشفى المركزي بالجلفة.
وشهدت ولاية الجلفة، ليلة أول أمس، تهاطل كميات معتبرة من الأمطار، أدت إلى فيضان عدد من الأودية، من بينها وادي "قعيقع" ببلدية سيدي بايزيد، ووادي ملاح، ورغم تسجيل بعض الأضرار المادية المحدودة، إلا أن الفلاحين استبشروا خيرا جراء تساقط هذه الأمطار.
وأدى غياب المرافق الترفيهية ودرجة الحرارة العالية المسجلة عبر الولاية ببعض الشباب إلى السباحة في بعض البرك والأدوية رغم الخطر الذي يتهددهم، حيث حذرت مصالح الحماية المدنية من التوجه إلى الأودية والبرك المائية للسباحة فيها، لما تشكله من خطر على حياة الأطفال والشباب.
وساهمت الأمطار المتساقطة أول أمس بعدد من البلديات في تلطيف الجو، حيث عملت على خفض درجة الحرارة بشكل واضح، الأمر الذي ترك حالة من الارتياح لدى المواطنين، وسهل من حركتهم في هذا الشهر الفضيل، بعد أن ركنوا إلى البيوت خلال الأيام الفارطة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.
الفيضانات تغمر شوارع البليدة
تحوّلت، أمس، أغلب الشوارع والطرقات عبر ولاية البليدة إلى كارثة حقيقية نتيجة الفيضانات الطوفانية التي عمتها إثر سقوط كميات من الأمطار طيلة ليلة أول أمس بالمنطقة، حيث اشتكى المواطنون من صعوبة التنقل بما في ذلك المركبات بسبب الوضعية المتدهورة للطرقات والأزقة، وبالأخص عبر شوارع مدينة العفرون وموزاية والشفة إلى جانب مدينة البليدة واولاد يعيش التي تحوّلت إلى سيول جارفة. الجدير بالذكر أنه عند استفسارنا عن سبب المشكل تبين أن تقصير مصالح البلديات في تطهير قنوات تصريف مياه الأمطار كان وراء الوضعية المسجلة، كما تفتقر أغلب الأحياء القديمة سيما ببلديتي أولاد يعيش والبليدة إلى هذه القنوات مما يتسبب بصفة مستمرة في تكرر الظاهرة التي جعلت أمس ولاية البليدة تغرق في مياه الأمطار.
الفيضانات تشرد العشرات بأحياء العاصمة
تسببت الأمطار المتساقطة طيلة ليلة أمس في حدوث فيضانات بمختلف أحياء العاصمة على غرار كل من حي سعيد حمدين، بوروبة، بومعزة ولاڤلاسيار بالخصوص حي "قاسبار دو بروني" الذي شهد ارتفاع منسوب مياه الوادي الذي شيّدت فوقه حوالي 137 بناية فوضوية متسببا في تلف مختلف الأغراض الأساسية للعائلات ودفع الأمر بالعائلات إلى غلق الطريق الإجتنابي الرابط بين حي سيلا بالمقرية إلى حي لاڤلاسيار.
في الجولة التي قادتنا إلى مختلف الأحياء العاصمية اكتشفنا حالة من الذعر تعتري المتضررين من الأمطار، ودفعت بالعديد منهم إلى غلق الطرقات، احتجاجا على تماطل السلطات المعنية في تقديم يد العون لهم، ويعتبر حي "الجنينة" بلاڤلاسيار بلدية باش جراح، وكذا شارع محمد بوروبة ببلدية الحراش أمثلة عن الأحياء الأكثر تضررا، حيث تعرض إلى تلف أغراضهم المنزلية وكذا الشخصية، حيث أكد أحد سكان حي لاڤلاسيير بأنه فقد كل وثائقه وتعرض قشّ بيته إلى التلف نتيجة تسرب مياه الوادي داخل مسكنه، وذكر آخر بأنه قضى ليلة بيضاء رفقة زوجته وأبنائه ظنا منه أنه سيغرق وستجرفه مياه وادي أوشايح، نفس المصير تعرضت له عائلات شارع محمد بوروبة ببلدية الحراش، والتي تقطن على ضفاف الوادي، حيث أكدت بأنها تمر بأشد الأزمات وبأن الأمطار التي تساقطت خلفت لهم خسائر مادية كبيرة بعدما فقدت أغلب أثاث البيت بدءا بالآلات الكهرومنزلية من ثلاجات وطباخات إلى غاية الأفرشة والألبسة الخاصة بهم.
أما عن حي بومعزة ببلدية باش جراح فقد أجبرت المياه التي غمرت المساكن القديمة والهشة، بفعل تسربات مياه الأمطار الناتجة عن التشققات في سطوحها وجدرانها إلى مغادرة ساكنيها الذين فضّلوا البقاء تحت الأمطار عوضا عن المخاطرة داخل أسقف منازل غير مضمونة.
السيول تغمر 180 بيت وتهدم 4 منازل كليا بسيدي عيسى
يبدو أن الموت جانب سكان سيدي عيسى بالمسيلة مرة أخرى بعد عدة مرات (ثلاثة) التي ثارت فيها ثائرة واد قطيريني الذي يمر بوسط المدينة والذي يعتبر مصبا لأربعة أودية كبرى بالمنطقة، وادي قاسم، وادي الجنان، وادي محمد بوضياف أو ما يسمى بوادي الحمير، وادي القراق.
وكانت المرات الثلاث التي عانى فيها السكان المحاذون للوادي في سنوات 1989، 1997، 2007 ورغم المشروع الضخم أو بالأحرى الذي التهم أموالا ضخمة قدرتها مصادرنا بـ140 مليار سنتيم إلا أن معاناة كل من حي 11 ديسمبر -( الحنية )، حي بن زيد، حي 5 جويلية -حي محمد بوضياف وهي الأحياء الأكثر تضررا من الفيضانات الأخيرة بقيت على حالها.
البداية كانت وقت الإفطار حيث بدأت الأمطار تتهاطل وما هي إلا عشرات الدقائق وبالضبط في وقت هم فيه سكان المنطقة بالذهاب إلى آداء صلاة التراويح، سمع فيه سكان الحنية صوت وادي قطيريني قادما نحوهم، وهو ما دفعهم إلى الاعتصام رفقة عائلاتهم بسطوح منازلهم ودفع بآخرين إلى الخروج إلى الشارع فارين بجلودهم تاركين كل ما يملكون، وسرعان ما فاض الوادي واقتحمت مياه الأمطار بيوتهم عنوة وما هي إلا لحظات حتى غرق حي الحنية وغمرت المنازل بالمياه حتى السقفو وهو ما وقفت الشروق على آثاره التي تركها على الجدران. وامتد هيجان الوادي إلى عديد الأحياء الأخرى المحاذية للوادي على غرار أحياء بن زيد و5 جويلية ومحمد بوضياف التي سجلت بها عشرات العائلات المنكوبة، حيث خرجت أكثر 180 عائلة صفر اليدين من بيوتها بعد أن أتت المياه على كل ممتلكاتها من أثاث ومؤونة وأغراض أخرى وهو ما جعل هذه الأخيرة تبيت للعراء.
هذا وقد شهد الطريق الوطني رقم 8 شللا لعدة ساعات، حيث توقفت به حركة المرور التي أصبحت مستحيلة في ظل التساقط الذي شهدته المدينة والذي أتى على الأخضر واليابس واقتحم محلات المدينة مما كبدهم خسائر مادية جد معتبرة.
هذا وقد سجلت خلية الأزمة التي أمر بإنشائها والي الولاية إثر الزيارة الفورية التي قادته للوقوف على حجم الكارثة في حدود منتصف الليل، خسائر أخرى تمثلت في تضرر ثلاث مؤسسات تربوية غمرتها المياه كلية بالإضافة إلى الملعب البلدي الذي تحوّل إلى مسبح، كما سجلت تصدعات على مستوى بعض الجسور على غرار الجسر الموضوع على مستوى الطريق الوطني رقم 8 والذي بدوره مسه اهتراء جراء السيول الجارفة الذي كان عرضة لها.
وأجمع المواطنون المتضررون على أن السبب الرئيس هو الكيفية الذي غطي بها جانب واد قطيريني الذي استعمل فيه إسمنت غير مسلح وأنشئ فوقه محطة نقل وسوق مغطى بالإضافة إلى ضيق الأنفاق المنجزة وكذا عدم إقامة جدران جانبية على ضفاف الوادي تجنب السكان المحاذين له خطر فيضان هذا الأخير، كما استهجنوا عدم صمود مشروع كلف ما يناهز 140 مليار سنتيم داعين السلطات الولائية إلى التحقيق في أمر إنجاز المشروع الذي كلف الخزينة العمومية أموالا باهظة دونما فائدة تذكر،
متسائلين في ذات الوقت عن حجم الضحايا الذي كان سيخلفه فيضان الوادي في حال حدوثه ليلا والناس نيام والذي بدورنا ارتأينا إحالته على السلطات المحلية والولائية وعلى رأسها الوالي للإجابة عنه.