>فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته>
الأخوة إحساس بقدر ما هي ارتباط، حب بقدر ماهي تقارب
لذلك فمن المفروض أن تكون العلاقة بين الإخوة علاقة تماسك مستمر
ومن المفروض أن يكون الإخوة جدارا صلبا لا يستطيع أحد تحطيمه
لكن المؤسف أن [ من المفروض ] هاته أصبحت لاصقة في هذه المعاني ولا يمكن حذفها
لأن الأخوة أصبحت علاقة جد وطيئة، كجدار محطم، أحجاره تبعد عن بعضها مسافات
فالمشاكل المعاصرة التي تصيب العائلات لم تترك للأخوة معنى
بحيث أصبح رب العائلة يموت ويترك ابناءه في حرب حقيقية حول الإرث
بل أصبحت فترة الأخوة محدودة حال زواجهم، بفعل المشاكل التي تحدث بين نسائهم.
ففي قصة عن هذه القضية، يروى أن شيخا حكيما له سبعة أبناء، فلما أتته سكرات الموت
أمر كل واحد فيهم ان يأتيه بعمودين، فلبى الأبناء رغبة والدهم وحضروا عنده
ثم امرهم بإن يكسروا عمودا من العمودين ويتركوا الآخر، فكسر كل ابن عمودا بسهولة
وفي النهاية، أمرهم أن يجمعوا الأعمدة السبعة المتبقية، ويربطوها بإتقان ثم يكسروها
فجمع الأبناء الأعمدة وربطوها، فحينما حاولوا تكسيرها عجزوا عن ذلك
فتبينت لهم الحكمة مما طلب منهم أبوهم، وهي أن تفرق الإخوة يجعل منهم
فريسة سهلة لدى الأعداء، بينما ارتباطهم وتماسكهم يصعب على العدو مهمة التفريق بينهم.
ومن هذه القصة، يزيد يقيننا بأن الأخوة الحقيقية يصعب تشتيتها وتدميرها
لكن الشيخ الحكيم تنبأ لعدو بإمكانه تخريب أبناءه، ولم يتنبأ لمصالح خربتهم
وجعلتهم يتهافتون ورائها مكفوفي الأنظار.
[باب النقاش مفتوح للجميع]