يتعجب
البعض عند حديثه للآخرين عدم فهمه ويرُجع السبب
إلى أمر واحد وهو غباء
المقابل ، أو عدم قدرته على الاستيعاب ، وبالرغم من أن
هذا السبب قد يكون
صحيحاً عند البعض ولكنه ليس صحيحاً عند الآخرين أو ربما لا
يكون هو السبب
الوحيد في هذه القضية ، فلا بد من البحث عن أسباب عدم الفهم
لأحاديثنا عند
البعض أو ما يسمى بعوائق الفهم ، ومن أبرز هذا العوائق
:
أولا : استخدام
العبارات الصعبة :
خاصة تلك المفاهيم أو المصطلحات الأدبية أو السياسية
المعربة من لغات أخرى
مثل التكنقراط أو الكنفدرالية أو الشيوفونية وأمثالها من
المصطلحات أو بعض
العبارات الأدبية العميقة التي لا يفهمها الجميع
.
ثانيا : مخاطبة
الناس على أنهم ذو مستوى واحد
سواء كان هذا المستوى المظنون هو مستوى ثقافي
مرتفع أو متدن فالخطاب يجب
أن يشمل الجميع لكيلا يحرم من فهمه البعض الآخر كأن
يأتي في عرض حديثه ……
ثالثا
: نقص الأدلة :
فالحديث عندما لا يدعم
بالأدلة يكون ضعيفا وقد لا يفهمه الكثير لأن الناس
تختلف في قدراتها على
الاستيعاب والأدلة تأتي لتسهل عملية الفهم عند هذه
الفئات لما تجلبه من توضيح
للفكرة المطروحة .
رابعا: كراهية السامع للمتحدث
:
فالحاجز النفسي من أكبر عوائق الفهم وما لم يكن المتكلم
مقبولاً على الأقل
فإن حاجزاً يتكون بين السامع والمتكلم يحول دون الفهم الصحيح
لذلك كان
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يختار رسله للملوك والأمراء يختارهم
من
أجمل الصحابة وجهاً وجسما وفصاحة .
خامسا : استعمال العبارات المطاطة
:
أو تلك التي تحتمل اكثر من تأويل تجعل المستمع في حيرة من
المقصود وتحدث
خلافا بين المستمعين في مقصود المتحدث وكلما كان الكلام واضحا
والعبارات
مباشرة كان الفهم أكبر من المستمع .
سادسا : من عوائق الفهم انشغال المستمع بشيء آخر
:
فلا بد للقائمين على تنظيم المحاضرة أو المحاضر بذاته إن
كان الكلام
محفوفاً في بيته أو بيت زميل له أو مكتبه عليه أن يزيل كل ما من شأنه
أن
يشغل المستمع عن حديثه ، ومثالا على ذلك ألا يتحدث في مكان فيه من
الزخارف
والملفتات ما فيه ، ويتعمد الحديث في بيوت الله ، أو القاعات المخصصة
لذلك
، إلا أن يكون الانشغال في قضايا تخص المستمع ، فلا يملك المتحدث في
هذا
الأمر شيئاً إلا أن يكون المستمع قريبا له فيعالج ما يشغله عما يتحدث
فيه
إن استطاع .
سابعا
: مقاطعة المتحدث :
وهذه المقاطعة لها
عدة صور كأن يقاطعه المقدم ليعلن إعلانا أو لأي شيء آخر
كتنبيه أو تحذير أو ما
شابه ، أو بمرور ساقي الماء أمامه ، أو إعطائه قهوة
أو شايا أثناء حديثه . أو
حدوث جلبة في قاعة المحاضرة كتوزيع طعام أو شراء
أو حدوث صوت مرتفع قريبا من
مكان الحديث .
أو وضع مزهرية كبيرة تحجب صورة المتحدث عن المستمع
، أو أنه يجلس في
مكان منخفض أو متساو مع المستمعين أو صياح طفل ، أو حديث بين
اثنين وغيرها
من الأمور التي تقاطع المتحدث وهذه من الأمور التي كان يحرص عليها
الإسلام
في آدابه في الحديث ، وأيضاً نلحظ حرصه على أن يكون المتحدث في مكان
مرتفع
كما هي السنة في خطبة الجمعة .
ثامنا : عدم اختيار الوقت المناسب
:
فاختيار الوقت له أكبر الأثر في فهم المستمع فالحديث في منتصف النهار
أو
أوله ليس كالحديث في بداية الليل أو منتصفه ، وكذلك يتأكد اختيار
الوقت
المناسب عند حدوث الظروف غير المتوالية للحديث ، كالحديث عن القبر
وعذابه
في مناسبة الأفراح والأعراس والحديث عن الأفراح في مناسبة الموت والعزاء
.