في مساء غابت فيه الرغبة عن استاد عٌمان الدولي وحلت الرعونة والترهل البدني على اللاعبين ، خسر المنتخبين العُماني والسعودي فرصة تحقيق الانطلاقة الإيجابية في المحطة قبل الأخيرة من تصفيات أسيا المؤهلة للمونديال المقبل 2014 بالبرازيل ، بالتعادل السلبي .
قبل أن يبدأ اللقاء الذي استضاف فيه المنتخب العُماني نظيره السعودي مساء اليوم الخميس ،كانت الجماهير العُمانية تعيش على أمل أن منتخبها الذي قدم أجمل الألحان الخليجية على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، قادر على العزف على الأوتار الخضراء هذا المساء ، فزحفت أفواجاً إلى ملعب المباراة لتؤازر وتصفق .. وعلى الضفة الغربية من الخليج العربي، اختارت الجماهير السعودية الانتظار ، وفضلت مراقبة الموقف من منازل ومقاهي المدن السعودية، عسى أن تكتشف الجديد الذي أضافه المدرب الجديد والنجم الهولندي فرانك ريكارد لمنتخبها.
الدقائق الأولى من اللقاء منحت المنتخب العماني الأفضلية بفضل الحماسة والتراجع السعودي، إلا أن رعونة مهاجمه عماد الحوسني حالت دون ترجمة تمريرتين من العمق الدفاعي السعودي وضعتا الحوسني أمام مرمى حسن العتيبي ، فأطاح بهما إلى حيث لا يدري .
بعد أن انتهت "الهوجة" العُمانية وهبط الجميع إلى أرض الواقع بعد مرور 25 دقيقة، جاء دور الخبرة السعودية لتمسك بزمام الأمور ، فضغط الأخضر "على استحياء" وأهدر ياسر القحطاني أولى الفرص السعودية، ومن بعده تكفل القائم الأيمن لعلي الحبسي بالتصدي لتسديدة المدافع الأيمن حسن معاذ ، إلا أن افتقاد الأخضر لأهم طرق غزوه للمنافس التي ينفذها عبر طرفي الملعب اللذان كانا معطلان بفعل تكتيكي دفاعي مبالغ فيه من ريكارد، حال دون هز شبك عُمان التي ظلت تنتظر طويلاً لتتعرف على شكل وقوة الهدف السعودي الذي سيسكنها , لكن دون جدوى.
في الوقت الذي مال فيه اللعب إلى منتصف الملعب ، وتبادل فيه لاعبي المنتخبين السيطرة ، لم تشهد الدقائق ال15 الأخيرة من الشوط الأول سوى رشاقة ومهارة وجهد لاعب الوسط المهاجم للأخضر عبدالعزيز الدوسري ، وعلى الجانب الأخر كان التواجد "المحنك" للعجوز المخضرم فوزي بشير .
الجرعة المعنوية الهجومية التي حقن بها ريكارد لاعبي الأخضر بين شوطي اللقاء، لم تستمر مع اللاعبين لأكثر من 10 دقائق، تسيد فيهم المنتخب السعودي اللقاء تماماً ونشطت محاولات الموهوب الدوسري على مرمى الحوسني ، وفي المقابل انكشفت الهشاشة التي أصابت المنتخب العُماني ، ولولا الاحترام المبالغ فيه من قبل المنتخب السعودي لصاحب الأرض ، وع سوء التنظيم الهجومي للأخضر وإصراره على الاختراق من العمق العُماني مع تألق الحبسي تحت العارضة، لخطف الأخضر نقاط المباراة كاملة ولا عزاء للعُماني قياساً بالأداء .
التبديلات التي أجراها ريكارد بنزول نايف هزازي بدلاً من ياسر القحطاني في قلب الهجوم، وأحمد عطيف بدلاً من المهاجم الثاني ناصر الشمراني ، لم تأتي بجديد، بل كشفت الرضا بالتاعدل الذي يدور في خلد ريكارد، الأمر الذي جرأ مدرب عُمان ليدفع بالمهاجم المخضرم حسن ربيع، ويطلق العنان للجبهة اليمنى لتفتح شارع من خلف مدافع السعودية عبدالله الزوري ، فكاد أن يخطف الفوز في الدقائق الخمس الأخيرة ، قبل أن يطلق حكم اللقاء صافرة النهاية معلناً عن نتيجة معنوية جيدة للسعودية، ومحبطة للعُماني في ظل فوز المنتخب الأسترالي على التايلاندي في نفس المجموعة الرابعة.