أولا ــ المسرحية التربوية :
المسرحية التربوية هي : نموذج أدبي فني يحدث
تأثيرا تربويا في المتلقي معتمدا على عدة عناصر أدبية أساسية منها : الحبكة
الدرامية ، والشخصيات ، والحوار ، وتقنيات مساعدة ومنها : الملابس ، والإضاءة ،
والمؤثرات ، والديكور .
ثانيا ـ عناصر بناء المسرحية :
1 ــ موضوع المسرحية وشكلها : يجب أن لا يتنافى مع المعايير
الأخلاقية أو الجمالية ، ولا يفصل موضوع المسرحية عن شكلها ؛ فإذا كانت ذات شكل
كوميدي كان الموضوع كوميديا ذا هدف تربوي سليم .
2 ــ الشخصية : يجب أن
تتناسب الشخصيات مع أدوار المسرحية ، فدور القائد مثلا يجب أن يتميز من يقوم به :
بالقوة الجسمية ، وحسن التصرف ، والقدرة على الكلام ، والجرأة .
3 ــ
البناء الدرامي : وهو أن تسير الأحداث بتفاصيلها المختلفة بحيث تجعل الوصول إلى
النتيجة أمرا واقعيا ، ويكون لكل حدث سببا منطقيا دون مفاجآت أو مصادفات مفتعله ،
ويعتمد البناء الدرامي السليم على الإثارة والتشويق بعيدا عن التعقيد والغموض .
4 ــ الصراع : وهو إما صراعا داخليا ، وتعني الدوافع النفسية لدى الممثل ،
وإما أن يكون صراعا خارجيا بين عدة أفراد ينتمون إلى المجتمع .
وهناك ثلاثة
أنوع من الصراع أو ما يسمى ( التحريك الدرامي ) هي : الحركة العضوية التي تظهر
واضحة عن طريق أعضاء الشخص وحواسه ، والحركة الفكرية وهي التي يكون فيها الصراع بين
مجموعة من أفكار الشخص نفسه ، أما الحركة الثالثة فهي : حركة الشخصيات وتعني
التداخل والحوار بين شخصيات المسرحية .
5 ــ السيناريو : وهو علم مستقل
يوضح طريقة سير المسرحية مكتوبة بالتفصيل ويشمل : الشخصيات وأدوارهم والحوار
والحبكة والمؤثرات والديكور ، وجميع أحداث المسرحية بكل تفاصيلها الأدبية وتقنياتها
، وكلما كان السيناريو مرنا أتصف بالجدية والتميز .
6 ــ الحوار : يصور
فكرة المسرحية ، وهو " الكلام " الذي يجب أن يحفظه الممثلون مع حضور المشاعر
وإتقانها ، بحيث لا يكون حوارا باهتا يبدو سخيفا بدون ظهور الانفعالات .
ثالثا ـ تقنيات العمل الدرامي المسرحي :
1 ـ الديكور :
ويصنع من الحديد والخشب والملابس والبلاستيك ، وغيرها بحيث تصنع الهيئة العامة
لموقع الحدث ، وتصور القيمة الجمالية للمكان ، ويعمل على ربط الأحداث بالواقع من
خلال اختصار الحوار أحيانا .
2 ـ الملابس : وهنا يراعي الكاتب مناسبة
الملابس للأشخاص والحدث والتاريخ والمكان .
3 ـ الإضاءة : الأفضل في مسارح
الأطفال خاصة المسارح المفتوحة المعتمدة على ضوء الشمس ، ولكن إذا استدعى الأمر
أضواء معينة فيعد مفيدا وهاما لنجاح المسرحية .
4 ـ المؤثرات الصوتية : وهي
تضفي مع الديكور في المسرح جوا وتأثيرا فاعلا لإيصال الهدف .
5 ـ الماكياج :
ويهدف إلى مساعدة الممثل " الطالب " على تمثيل الشخصية وتقريبها من المشاهد ، بحيث
تجعلها مرتبطة بالواقع .
رابعا ـ أدوار المسرح المدرسي في التربية
والتعليم :
ـ تثري قدرة الطالب على التعبير عن نفسه ، وبالتالي قدرته على
التعامل مع المشكلات والمواقف .
ـ تعلم الطالب إطاعة الأقران في المواقف ،
وتطور مهارات القيادة والمشاعر الإنسانية ؛كالشفقة ، والمشاركة الوجدانية ،
والتعاون .
ـ الثقة بالنفس وتقوية روابط الصداقة .
ـ تعزيز القيم
والعادات الإسلامية الرفيعة النبيلة ، ومحاربة العادات السيئة والمخلة بأخلاق
المسلم .
ـ تنمية الحواس وتطويعها عند الحاجة .
ـ تعريف الطالب
بالآخرين ، وتفحص شخصياتهم ، وهي نوع من الفراسة .
ـ تشعره بالمتعة ،
وبالتالي الإقبال على التعلم .
ـ تبسط المواد الدراسية عن طريق مسرحتها بأسلوب
مشوق .
خامسا ـ أهم أشكال المسرحية التربوية :
1 ـ
المسرحية الكوميدية : يتم فيها نقد سلوك غير تربوي بأسلوب هزلي مرح ، وفيها شخصيات
وأحداث فكاهية مع أهمية أن يكون طرحا قيما بعيدا عن الأساليب الإعلامية العامة التي
تركز على المردود الاقتصادي على حساب الطرح الهادئ المتزن .
2 ـ المسرحية
التراجيكوميديا : وتعني الملهاة الباكية ، وتتميز بمزج من الحوادث المأساوية
والمشاهد الجادة ، ولابد أن تنتهي ـ كسائر أشكال المسرحية التربوية ـ نهاية سعيدة .
3 ـ المأساة : وتسمى " مسرحية تراجيدية " التي تتميز بالجدة ، وليس فيها أي
نوع من الهزل ، ولا ترمي إليه .
4 ـ المسرحية الغنائية : وهي التي تعتمد
على حوار غنائي عن طريق الأناشيد والحوار بين الحق والباطل شعرا .
سادسا ـ كيف تعد مسرحية مدرسية ؟
ـ إعداد النص ، وهنا يمكن أن
نستثمر طاقات الطلاب الذي يمتلكون الحس الكتابي ، وتدريبهم على كتابة المسرحية ،
وإعطائهم مفاتيح الكتابة .
ـ اختيار الطلاب الذين يتفق بعدهم الجسمي
والنفسي وميولهم ، مع الأدوار المرسومة للمسرحية ، ومن المهم أن يتحسس المربي مراحل
النمو عن الأطفال والشباب ؛ ليستطيع بالتالي تقديم مسرحية مناسبة لأعمارهم ، وقادرة
على إحداث الأثر المطلوب.
ـ التأكد من حماس الطلاب للمشروع ، وندع لهم
المجال للأفكار والاقتراحات مهما كانت طريفة أو غير عملية .
ـ بناء الديكور
والخلفيات بالتعاون بين المعلم وطلابه .
ـ إعطاء المشروع الأهمية البالغة ،
وذلك بأن توزع رقاع الدعوة الجميلة لحضور المسرحية على الطلاب والمعلمين وأولياء
الأمور والمسئولين .
ـ ويراعى عند الحوار :
ـ أن يكون بسيطا سهلا
غير معقد الأسلوب .
ـ قصر الجمل ، ومراعاة توزيع الحديث بين الطلاب ( أبطال
المسرحية ) .
ـ أن يكون الحوار فاعلا ، بمعنى تداخل الشخصيات أثناء الحوار
، مما يؤدي إلى استمرار الحركة المسرحية التي هي نمو الأحداث وازدياد حدة الصراع
.
ـ أن يكون الحوار بناء ، بحيث تؤدي كل جملة إلى تطور الأحداث والسير
بالمسرحية إلى الأمام .
ـ اختيار الملابس والديكورات التي تناسب الزمان
والمكان للمسرحية .
سابعا ـ جمهور المسرح المدرسي
( راجع باب جمهور
الإذاعة المدرسية ) :
يمكن تقسيم جمهور التلاميذ المستفيد من
المسرح المدرسي إلى ثلاث فئات هي :
1ـ مرحلة الخيال ( من سن 6 ـ 12 سنوات )
.
وتكون ذات فكرة بسيطة ، ويغلب عليها الخيال ، و هناك أمثلة كثيرة
لمسرحيات أدبية تربوية مشهورة تعبر عن هذه المرحلة منها : مسرحية تحكي قصة " الأرنب
الذي أنقذ ذئبا من المصيدة " وهي تربي في الأطفال احترام الآخرين ، وعدم تحقيرهم
والاستهزاء بقدراتهم .
2 ـ مرحلة المغامرة والبطولة ( من 13 ـ 15
سنة )
وفيها حكايات البطولة التي تمتزج فيها الحقيقة بالخيال ، وتنتهي
بانتصار البطل ، وتتصف مسرحيات هذه المرحلة : بمشاهد الشجاعة في الحق ـ الواقعية ـ
المعلومات المفيدة والواضحة ـ تأكيد القيم الدينية والانتماء الوطني ـ التعاون ـ
التطوير والابتكار مثل : المسرحيات التاريخية والوطنية .
3 ـ مرحلة
بناء الشخصية والاتجاهات (16 ـ18 سنة) :
وتعد هذه الفترة من أهم مراحل حياة
الشاب ، وفيها تتبلور الشخصية وتكتسب خصائصها الحياتية المقبلة ، وهنا ينبغي أن
نؤصل فيهم مفهوم الثقافة بكل مشاربها ، والانتقال بتفكير الشاب إلى البحث والمناقشة
والوصول إلى علل الأشياء نتيجة للقناعة لا فرض الواقع ، وذلك سينمي ثقته بذاته
واحترامه للآخرين .
وفي هذه المرحلة يبدأ إعداد الشاب للحياة العملية ، أو
الانتقال إلى مراحل علمية جـــــديدة " الجامعة " ، أو الدخول في معترك الحياة
العامة ، وبذلك يرسم لنفسه طريق المستقبل ، لذا يراعى في المسرح المدرسي اهتمامه
بتأهيل التفكير في المستقبل ، والمهن أو الأنشطة التي تتناسب وقدراته ، والمسرحيات
التي تحث على القيم وتحارب العادات السيئة .
والمسرح المدرسي علم قائم
بذاته ، ويحتاج إلى دراسة متعمقة من المعلمين للاستفادة من هذه الوسيلة الإعلامية
التربوية المهمة .